الغبار
الدكتور خالد النمر يحذر مرضى الجيوب الأنفية والربو من موجات الغبار القادمة
كتب بواسطة: سالي حسنين |

في ظل الأجواء المغبرة التي تشهدها مناطق متعددة في المملكة، أطلق استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، الدكتور خالد النمر، تحذيرًا طبيًا مهمًا حول تأثيرات الغبار على الصحة، خاصةً لدى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات التنفسية، وأكد الدكتور النمر أن الغبار يُعد من أبرز المحفزات لنوبات الربو الحادة، كما يفاقم من أعراض التهاب الجيوب الأنفية ومشاكل الجهاز التنفسي العلوي.

وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أشار النمر إلى أن الأجواء المحملة بالغبار لا تُعتبر آمنة لمن يعانون من أمراض تنفسية مزمنة، محذرًا من تجاهل خطورة التعرض المباشر للغبار، وخصوصًا في فترات الذروة التي تنخفض فيها جودة الهواء بشكل كبير.

وقد نصح الدكتور خالد النمر بضرورة ارتداء الكمامة عند الخروج، كإجراء وقائي أولي لتقليل كمية الجزيئات الدقيقة التي تدخل إلى الجهاز التنفسي، مشددًا على أن الكمامة تلعب دورًا فعالًا في الحماية، خاصة عند الانتقال بين الأماكن أو التواجد في المناطق المفتوحة، وأكد أن استخدام الكمامات الطبية، أو على الأقل الكمامات القماشية المفلترة، يساهم بشكل كبير في تقليل المضاعفات المحتملة، لا سيما لدى مرضى الربو أو من لديهم تاريخ مع أمراض الحساسية الموسمية.

كما دعا الدكتور النمر إلى تجنّب الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وخصوصًا من قبل المصابين بالربو المزمن، حيث يكونون أكثر عرضة لتدهور حالتهم الصحية عند التعرض لجزيئات الغبار المحمولة في الهواء، ولفت إلى أن البقاء في الأماكن المغلقة قدر الإمكان هو الخيار الأفضل خلال فترات نشاط العواصف الترابية، إلى جانب تشغيل أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل، وإغلاق النوافذ بإحكام للحد من تسرب الغبار.

وتأتي هذه التوصيات في إطار حملة توعوية موسمية من المختصين في القطاع الصحي، تهدف إلى رفع وعي المجتمع بخطورة التعرض للغبار، خاصة مع تكرار هذه الحالات الجوية في بعض مناطق المملكة خلال فصل الصيف أو في فترات الانتقال المناخي بين الفصول، وقد أظهرت دراسات سابقة ارتباطًا مباشرًا بين موجات الغبار وزيادة معدلات دخول مرضى الربو إلى أقسام الطوارئ، ما يستدعي أخذ هذه التوصيات بجدية تامة.

وتتوافق تحذيرات الدكتور النمر مع تنبيهات سابقة أطلقتها وزارة الصحة وهيئة الأرصاد والدفاع المدني، والتي شددت على أهمية التعامل المسؤول مع الحالات المناخية المتقلبة، وتقديم الأولوية لسلامة المرضى وكبار السن والأطفال، باعتبارهم أكثر تأثرًا بتغيرات الطقس.

وفي ظل تزايد التوعية الرقمية عبر المنصات الاجتماعية، يُعد ظهور الأطباء والخبراء في هذا الفضاء الرقمي عاملًا مساعدًا في إيصال المعلومات الطبية بشكل سريع وفعال، حيث تحظى منشوراتهم بانتشار واسع وتفاعل من الجمهور، ما يعزز من فاعلية الرسائل التوعوية في أوقات الحاجة.

كما يُعد التزام أفراد المجتمع بالتوصيات الصحية وتبني سلوكيات وقائية أثناء الظروف الجوية غير المستقرة، جزءًا أساسيًا من المسؤولية الصحية الفردية والجماعية، خاصة في ظل ما نشهده من تقلبات مناخية متكررة قد تتسبب في أضرار صحية جسيمة ما لم يتم التعامل معها بحذر ووعي.