لا تزال جماعة الحوثي تحتجز ما يقارب 15 سفينة محملة بالمشتقات النفطية في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، وقد أفادت مصادر محلية بأن السفن ممنوعة من المغادرة رغم حصول بعضها على تصاريح أممية مسبقة، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، وفي الوقت نفسه تمارس الجماعة ضغوطاً على طواقم السفن لتفريغ الوقود بوسائل بدائية وعلى أرصفة جانبية غير مخصصة لهذه العمليات مما يشكل تهديداً مباشراً لسلامة العاملين والبنية التحتية للميناء.
وبحسب ما أفادت به مصادر ملاحية في المنطقة، فإن جماعة الحوثي تستخدم سلطتها في الميناء كأداة ضغط سياسي واقتصادي في مواجهة الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وقد تم رصد شكاوى من ملاك السفن تفيد بتعرض طواقمهم لممارسات تعسفية وتهديدات متكررة، حيث أُجبر بعضهم على إنزال الحمولة يدوياً باستخدام مقطورات محلية دون توفر معايير السلامة المتعارف عليها في عمليات تفريغ الوقود، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع كوارث بيئية وبشرية كبيرة في حال حدوث أي تسرب أو انفجار.
وقد أظهرت صور التُقطت حديثاً للميناء تكدس الشاحنات الصغيرة إلى جانب السفن المحملة، وهي تنقل الوقود بشكل بدائي دون رقابة أو إشراف فني، كما يُعتقد أن بعضاً من هذه السفن ظلت محتجزة لأكثر من شهر، في ظل غياب أي تدخل فعال من قبل الجهات الدولية، ويتخوف مراقبون من أن تستمر هذه الأزمة لفترة أطول ما لم يُمارس ضغط حقيقي على الحوثيين للإفراج عن السفن والسماح لها بمغادرة الميناء بأمان.
في السياق ذاته، حملت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً جماعة الحوثي مسؤولية أي كارثة بيئية أو إنسانية قد تنتج عن هذه التصرفات، مؤكدة أن استمرار احتجاز السفن في ميناء غير مؤهل لاستقبال هذا النوع من الحمولة يعد خرقاً واضحاً للقوانين الدولية ويعرّض حياة عشرات البحارة للخطر، من بينهم جنسيات آسيوية وأفريقية، كما طالبت المجتمع الدولي بتكثيف الجهود لردع مثل هذه الانتهاكات المتكررة التي تُستخدم فيها الموانئ المدنية لأغراض عسكرية.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، عبرت منظمات إغاثية وإنسانية عن قلقها من انعكاسات هذه الأزمة على الوضع الإنساني في اليمن، خاصة وأن الوقود المحتجز كان من المفترض أن يُستخدم لتشغيل المستشفيات وشبكات المياه والمولدات الكهربائية في مناطق عدة، ومع استمرار هذا التعطيل المتعمد، تتفاقم معاناة المدنيين وتزداد المخاطر الصحية والبيئية في المنطقة، فيما لا تزال الأصوات الدولية خافتة رغم خطورة الموقف وتعقيداته.