في خطوة جريئة نحو المستقبل الرقمي، أعلنت شركة واتساب عن إطلاق حزمة جديدة من خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة خصيصًا لتحسين تجربة المستخدم دون التضحية بخصوصية البيانات، وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية الشركة لتقديم تقنيات ذكية وآمنة لمليارات المستخدمين حول العالم، حيث بات الذكاء الاصطناعي عنصرًا رئيسيًا في تطوير تطبيقات التواصل الحديثة.
الخدمة الجديدة التي تحمل اسم "المعالجة الخاصة" تمثل نقلة نوعية في عالم المراسلة، حيث تمكّن المستخدم من الوصول إلى قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة مثل تلخيص الرسائل الطويلة واقتراح ردود ذكية ومناسبة، وكل ذلك دون أن يطلع أي طرف ثالث على محتوى المحادثات، وتعتمد هذه التقنية على ما يُعرف ببيئة التنفيذ الموثوقة، وهي بيئة سحابية مشفرة تتيح معالجة الطلبات بسرية تامة دون تخزين أي بيانات شخصية على الخوادم.
تتمثل إحدى أبرز المزايا في هذه الخدمة في إنشاء اتصال آمن بين جهاز المستخدم وخوادم واتساب عبر شبكة وسيطة تخفي عنوان IP للمستخدم، الأمر الذي يعزز من خصوصية البيانات ويمنع أي محاولة لتتبع الهوية أو معرفة محتوى الرسائل، كما يتم إرسال نتائج المعالجة للمستخدم بشكل مشفر بحيث لا تحتفظ الشركة بأي أثر رقمي يمكن استخدامه لاحقًا، مما يعكس التزامًا واضحًا من واتساب بالحفاظ على خصوصية مستخدميها في ظل القلق المتزايد من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
رغم الإشادة الواسعة بهذه الخطوة، إلا أن بعض المستخدمين أعربوا عن تحفظهم تجاه دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في تطبيقهم المفضل، حيث رأى البعض أن وجود المساعد الذكي قد يربك واجهة الاستخدام التقليدية، بينما ذهب آخرون إلى التساؤل عن مدى الأمان الفعلي لهذه الأدوات، وردًا على هذه المخاوف أكدت الشركة أن تفعيل الخدمة اختياري بالكامل، ويمكن لأي مستخدم تعطيلها متى شاء دون أن تتأثر وظائف التطبيق الأساسية.
من جانب آخر، كشفت واتساب عن ميزة جديدة تحت اسم "خصوصية المحادثات المتقدمة" والتي تتيح للمستخدم التحكم الكامل في طريقة التعامل مع محتوى الرسائل، إذ يمكنه منع استخدام الذكاء الاصطناعي في دردشات معينة أو تعطيل تحميل الوسائط التلقائي، وتعد هذه الخطوة تأكيدًا إضافيًا على سعي واتساب إلى التوازن بين الابتكار الرقمي والحقوق الفردية، خاصة في ظل توجه عالمي متصاعد نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.