في مشهد كروي لا يُنسى، كتب النادي الأهلي اسمه بحروف من ذهب في سجل الأبطال بعد أن تُوّج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز تاريخي طال انتظاره من جماهيره، الانتصار جاء على حساب الفريق الياباني كاواساكي فرونتال، بعد أداء استثنائي قدمه نجوم الراقي على أرضهم وبين جماهيرهم في مدينة جدة، حيث حسموا اللقاء بثنائية نظيفة حملت توقيع جالينو وفرانك كيسييه خلال الشوط الأول من المواجهة الحاسمة، ولم يكن طريق الأهلي إلى التتويج مفروشًا بالورود، بل اجتاز الفريق مراحل صعبة في البطولة، حيث أنهى مرحلة الدوري في المركز الثاني، قبل أن يُقصي الريان القطري، ثم بوريرام يونايتد التايلاندي، تلاه الهلال السعودي في مواجهة محلية مثيرة، وصولًا إلى النهائي الذي شهد إسقاط كاواساكي.
هذا التتويج لم يكن مجرّد لقب أضيف إلى خزانة النادي فحسب، بل فتح الباب أمام مكافآت مالية ضخمة تنتظر لاعبي الفريق، تقديرًا لما بذلوه من جهد ولما قدموه من مستويات لافتة على المستطيل الأخضر، فقد كشفت صحيفة "الرياضية" السعودية، نقلاً عن مصادرها الخاصة، عن القيمة المذهلة للمكافآت التي ستُمنح لكل لاعب في صفوف الأهلي، والتي تبلغ مليون ريال سعودي لكل لاعب، مكافأة مباشرة عن التتويج القاري الكبير، هذا الرقم لم يأتِ من فراغ، بل يُعبّر عن حجم الإنجاز وتقدير الإدارة لما تحقق في هذه النسخة التاريخية من البطولة.
وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن النادي لن يتحمل هذه المكافأة بمفرده، بل ستُسهم وزارة الرياضة السعودية في دعم هذه الحوافز، في صورة تعبّر عن مدى التكامل بين الأندية والجهات الحكومية في دعم الرياضة السعودية ومكافأة الأبطال، وبحسب التفاصيل، فإن إدارة الأهلي ستتكفل بدفع 700 ألف ريال من إجمالي المكافأة لكل لاعب، فيما ستُساهم وزارة الرياضة بـ300 ألف ريال لكل لاعب، وذلك تنفيذًا لتوجيهات وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، الذي حرص على أن يكون دعم الأندية المتألقة ملموسًا ومباشرًا.
هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام بين أوساط المتابعين، حيث اعتبرها الكثيرون بمثابة رسالة واضحة من وزارة الرياضة إلى جميع الفرق السعودية بأن التفاني والإنجاز يُقابل بالتقدير والاهتمام، وهو ما يرفع سقف الطموحات لدى اللاعبين ويعزز من روح المنافسة في البطولات المحلية والخارجية، كما رأى آخرون أن دعم الوزارة يعكس الاستراتيجية الرياضية الجديدة التي تنتهجها المملكة ضمن رؤيتها الشاملة لتطوير قطاع الرياضة، لا سيما كرة القدم، التي تحظى بجماهيرية كبيرة ومتابعة عالمية متزايدة.
من جهته، لم يُخفِ جمهور الأهلي فرحته بهذا التتويج، حيث غصّت منصات التواصل الاجتماعي برسائل التهاني والثناء، ليس فقط للاعبين، بل للجهاز الفني والإداري وكل من كان له دور في تحقيق هذا الحلم، وتحول ملعب الجوهرة المشعة إلى مسرح للاحتفال، حيث احتشدت الجماهير لتعيش لحظات لا تُنسى، رفعت فيها الأعلام الخضراء وهتفت باسم الفريق الذي أعاد أمجاد الكرة السعودية في المحافل الآسيوية.
ويُتوقع أن يفتح هذا التتويج صفحة جديدة في مسيرة الأهلي، خاصة أن اللقب سيُعزز من مكانته بين كبار القارة، وسيرفع من أسهم لاعبيه في سوق الانتقالات، فضلًا عن تعزيز الثقة في مشروع النادي الذي يسعى للبقاء في دائرة المنافسة على جميع الأصعدة، كما أن الحصول على المكافآت الضخمة سيكون دافعًا إضافيًا للاعبين لمواصلة التألق وحصد المزيد من البطولات في قادم المواسم.
وبينما تواصل الإدارة الأهلاوية الاحتفال بهذا الإنجاز، فإن العمل لا يتوقف داخل أروقة النادي، حيث يُفكر المسؤولون في كيفية البناء على هذا النجاح، سواء من خلال الحفاظ على نجوم الفريق أو تدعيم الصفوف بلاعبين جدد قادرين على مواصلة المسيرة، ومع الدعم الحكومي المتنامي والقاعدة الجماهيرية العريضة، يبدو أن مستقبل الأهلي بات أكثر إشراقًا من أي وقت مضى، في انتظار المزيد من الإنجازات التي تليق بتاريخ هذا النادي العريق.