وسط أجواء مشحونة بالحماس والترقب، تتجه أنظار جماهير كرة القدم السعودية والعربية إلى ملعب "الأول بارك" مساء الأربعاء، حيث تحتدم المنافسة في قمة نارية بين النصر والاتحاد، ضمن الجولة الـ30 من دوري روشن السعودي، هذه المواجهة لا تعني فقط صراعًا تقليديًا بين ناديين من نخبة الكرة السعودية، بل تحمل بين طياتها معاني أبعد وأهدافًا أكثر أهمية، أبرزها حسم مصير أحد المقاعد المؤهلة لدوري أبطال آسيا للنخبة الموسم المقبل.
الاتحاد يدخل المواجهة وهو في صدارة جدول الترتيب برصيد 68 نقطة، متقدمًا بفارق 6 نقاط عن الهلال الثاني و8 عن النصر الثالث، وعلى الرغم من هذه الأفضلية، إلا أن خسارة أي نقطة قد تُربك حسابات الفريق في الأمتار الأخيرة من عمر البطولة، وتفتح الباب أمام منافسيه للحاق به في صراع القمة، وفي الجهة المقابلة، لا يملك النصر خيارًا سوى الفوز، إن أراد الإبقاء على حظوظه قائمة في خطف المركز الثاني من الهلال، وبالتالي ضمان مقعده في البطولة القارية التي باتت محصورة بين البطل والوصيف فقط، عقب تتويج الأهلي باللقب الآسيوي.
تتضاعف أهمية المباراة بسبب الغموض الذي يُخيّم على موقف عدد من نجوم الاتحاد الأساسيين، وعلى رأسهم النجم الهولندي ستيفن بيرجفاين، وحارس المرمى الصربي بيدراج رايكوفيتش، وكان بيرجفاين قد تعرض لإصابة قوية في كاحل القدم خلال مواجهة فريقه أمام الرياض في الجولة 25، التي أقيمت في 13 مارس الماضي، أجبرته على مغادرة الملعب مبكرًا، أما رايكوفيتش، فقد أصيب بتمزق في الوتر القريب للعضلة المستقيمة للفخذ اليمنى، أثناء مباراة نصف نهائي كأس الملك أمام الشباب في 1 أبريل، ليغيب هو الآخر عن تدريبات ومباريات الفريق في الفترة الأخيرة.
ورغم أن الصحيفة السعودية الرياضية أشارت إلى أن اللاعبين شاركا بفعالية في مران السبت الماضي، إلا أن موقفهما من المشاركة في الكلاسيكو المنتظر لا يزال غير محسوم، ويتوقف القرار النهائي على نتائج الاختبارات البدنية التي سيُجريها المدرب الفرنسي لوران بلان في المران الختامي للفريق يوم الثلاثاء، وتشير التقارير إلى أن كلا اللاعبين أظهرا تحسنًا ملحوظًا في تدريبات الفريق، لكن بلان لن يُجازف بإشراك أي منهما قبل التأكد التام من الجاهزية البدنية الكاملة.
ولا يتوقف القلق داخل أروقة العميد عند حدود بيرجفاين ورايكوفيتش فقط، بل يمتد أيضًا إلى المدافع الألباني ماريو ميتاي، الذي غاب عن المباريات الأخيرة بعد خضوعه لعملية جراحية في عضلات البطن، ومع عودته للتدريبات بشكل منتظم، وتقديمه مؤشرات إيجابية على استعادة لياقته، لا يزال موقفه هو الآخر قيد التقييم، وسط توقعات بأن يحسم المدرب قراره النهائي خلال الـ48 ساعة التي تسبق المواجهة.
هذا التذبذب في جاهزية العناصر الأساسية للاتحاد، يضع الجهاز الفني في موقف حساس للغاية، لا سيما وأن النصر سيخوض اللقاء مكتمل الصفوف تقريبًا، بقيادة هدافه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعيش فترة تألق واضحة، ويطمح لإنهاء الموسم بمزيد من الأرقام القياسية والأهداف الحاسمة.
وعلى الجانب الجماهيري، تسود حالة من الترقب الممزوج بالقلق لدى أنصار الاتحاد، خاصة في ظل الطموحات الكبيرة التي يحملها النادي هذا الموسم، والتي لا تقتصر على الظفر بلقب الدوري، بل تمتد إلى المنافسة القارية في النسخة المقبلة من دوري أبطال النخبة، ولن يكون الطريق سهلًا نحو الهدف، خصوصًا مع اشتداد المنافسة في القمة وتداخل الحسابات مع كل جولة.
في المقابل، يعيش النصر لحظات حاسمة هو الآخر، إذ أن فشله في الفوز قد يُنهي رسميًا حلم العودة للمشاركة القارية، ما سيُشكل صدمة لجماهيره، ويجعل من المباراة اختبارًا حقيقيًا للمدرب واللاعبين، خصوصًا في ظل الآمال المعقودة على المشروع الفني الكبير الذي يقوده النادي منذ بداية الموسم.