نفّذت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء حُكم القتل تعزيراً بحق أحد الجناة من الجنسية النيجيرية بعد إدانته بتهريب مادة الكوكايين المخدّرة إلى داخل أراضي المملكة، تأتي هذه الخطوة في سياق الحرب المستمرة التي تخوضها المملكة بكل حزم ضد آفة المخدرات ومروّجيها لحماية المجتمع من آثارها المدمّرة، وتجسيداً لمبدأ العدل الذي لا يلين في وجه من يسعى للإفساد في الأرض.

الجاني ويُدعى مونين أوري يومي سليمون ارتكب واحدة من أخطر الجرائم العابرة للحدود، بعد أن أقدم على تهريب كمية من الكوكايين، وهي من أشد أنواع المخدرات ضرراً وإدماناً، لكن يقظة الجهات الأمنية السعودية حالت دون تحقيق أهدافه الإجرامية، إذ تم القبض عليه قبل أن يتمكن من توزيع هذه المادة القاتلة داخل المملكة.

بعد القبض عليه بدأت الجهات المعنية بإجراء التحقيقات اللازمة التي كشفت عن تفاصيل الجريمة، وتمت إحالة الجاني إلى المحكمة المختصة، وبعد استعراض الأدلة وإقرار الجاني بما نُسب إليه، أصدرت المحكمة حكمها بثبوت الجريمة، وقضت بقتله تعزيراً، لم يكن الحكم نهائياً في البداية لكنه خضع لعدة مراحل من التقاضي، حيث تم استئنافه، ثم تأييده من المحكمة العليا، وصولاً إلى صدور أمر ملكي يقضي بتنفيذ الحكم وفقاً لما تقرر شرعاً.

جرى تنفيذ حكم القتل تعزيراً بحق الجاني صباح هذا اليوم، في منطقة مكة المكرمة، بتاريخ 9 / 11 / 1446هـ الموافق 7 / 5 / 2025م، وسط تأكيدات رسمية من وزارة الداخلية بأن المملكة ستبقى حازمة في وجه كل من تسوّل له نفسه الإضرار بأمنها أو المساس بصحة وسلامة أفرادها.

في بيانها شددت وزارة الداخلية على أن هذه الجريمة لا تُعدّ فقط تهديداً أمنياً، بل تمثل جريمة أخلاقية وإنسانية تهدم المجتمعات وتفتك بالشباب وتدمر الأسر، وهو ما يستوجب أقصى درجات الحزم في مواجهتها، وأكدت أن تهريب وترويج المخدرات يعدّ من كبائر الجرائم التي تستوجب العقوبة الشرعية الرادعة، لما فيها من عدوان مباشر على حياة الناس وأمن البلاد.

البيان أشار أيضاً إلى أن حكومة المملكة لا تتهاون في تطبيق أحكام الشرع والنظام بحق المجرمين، انطلاقاً من مسؤولياتها في حماية الإنسان والمجتمع، وأن من يختار طريق التهريب والترويج سيكون عرضة لأشد العقوبات، كما وجّهت وزارة الداخلية تحذيراً واضحاً لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الأفعال، بأن العدالة ستأخذ مجراها، وأن طريق الجريمة لا يؤدي إلا إلى الهاوية، مهما بدا مربحاً أو مغرياً في لحظاته الأولى.

في ختام البيان أكّدت الوزارة أن ما تم اتخاذه اليوم هو امتداد لنهج مستمر في التصدي لكل ما يهدد أمن الوطن واستقراره، وأن الله هو الهادي إلى سواء السبيل.