أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم الخميس، عن إطلاق الخطة التشغيلية لموسم حج 1446هـ، تحت إشراف الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، في خطوة تعكس الجاهزية التامة لاستقبال ضيوف الرحمن وتقديم أفضل الخدمات لهم خلال موسم الحج.
وتعد هذه الخطة الأكبر من نوعها في تاريخ الحرمين الشريفين، وذلك بعد صدور الترتيبات التنظيمية الجديدة التي تهدف إلى تحسين تجربة الحجاج وضمان راحتهم وسلامتهم في كل مراحل أداء المناسك، وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تقديم خدمات مبتكرة وحديثة لحجاج بيت الله الحرام، بما يعكس مكانة المملكة كوجهة إسلامية أولى للمسلمين حول العالم.
وتتميز الخطة التشغيلية لهذا الموسم بتركيزها على خدمة الحاج كمحور أساسي، حيث تم تصميمها بعناية لتلبي احتياجات الأعداد المليونية المتوقعة من الحجاج، مع تعزيز التحول الرقمي واستخدام التقنيات الذكية في مختلف مراحل الخدمة، وقد تم إدخال روبوتات الذكاء الاصطناعي متعددة اللغات لخدمة الحجاج وتوجيههم داخل الحرمين، بما يسهم في تسهيل تجربتهم وتقليل التحديات التي قد يواجهونها بسبب اختلاف اللغات والثقافات.
وتشمل الخطة تقديم برامج نوعية وخدمات ميدانية متكاملة، بدءًا من استقبال الحجاج في المطارات وحتى لحظة مغادرتهم، مرورًا ببرامج الإرشاد الديني وتوفير المعلومات الدقيقة حول أداء المناسك، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والإغاثية، كما تم التركيز على تحسين مسارات الحركة وتنظيم الحشود لضمان انسيابية الحركة في الأماكن المقدسة، مع توفير مناطق مخصصة للراحة والخدمات الطبية العاجلة.
وفي إطار تعزيز التحول الرقمي، ستعتمد الخطة التشغيلية لهذا العام على التطبيقات الذكية والمنصات الرقمية التي تتيح للحجاج الوصول إلى المعلومات والخدمات بسهولة، بما في ذلك تطبيقات تتبع المواقع وتوجيه المسارات، وخدمات الترجمة الفورية، والدعم عبر الذكاء الاصطناعي.
وأشار الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، في كلمته بمناسبة إطلاق الخطة، إلى أن الرئاسة تعمل على تقديم تجربة حج متكاملة، تواكب تطلعات القيادة الرشيدة وتحقق رضا ضيوف الرحمن، مع التركيز على الابتكار والجودة في تقديم الخدمات، وضمان أمن وسلامة جميع الحجاج.
كما أكد السديس على أهمية العمل بروح الفريق الواحد والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية لتحقيق أفضل النتائج، مشيرًا إلى أن الرئاسة تستند في خطتها إلى قيم التعاون والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن، بما يعزز مكانة الحرمين الشريفين كمقصد روحي للمسلمين من كل أنحاء العالم.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استعداد المملكة لاستقبال أعداد قياسية من الحجاج هذا العام، مع توقعات بزيادة كبيرة في أعداد الزوار بعد تخفيف قيود السفر التي فرضتها جائحة كورونا في السنوات الماضية، وتسعى المملكة من خلال هذه الجهود إلى تقديم تجربة حج متميزة ومريحة تلبي احتياجات الحجاج وتضمن سلامتهم وراحتهم في كل مراحل أداء الفريضة.
وفي ختام تصريحاته، دعا السديس جميع العاملين في الحرمين الشريفين إلى بذل أقصى الجهود لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، وضمان تجربة حج آمنة ومريحة لضيوف الرحمن، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والابتكار في تقديم الخدمات.