شهدت نهاية مباراة الاتحاد والنصر في الجولة الثلاثين من دوري روشن السعودي للمحترفين أحداثًا مثيرة تجاوزت حدود المستطيل الأخضر، بعدما رصدت الكاميرات لحظات توتر بين لاعبي النصر ولاعب الاتحاد الهولندي ستيفن بيرجوين، في مشهد أثار تفاعلًا واسعًا في الأوساط الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفي لقاء احتضنه ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة مساء اليوم، تمكن نادي الاتحاد من اقتناص فوز مثير على ضيفه النصر بنتيجة 3-2، في مباراة اتسمت بالإثارة حتى لحظاتها الأخيرة، ورغم طابع الحسم الذي حمله اللقاء، إلا أن صافرة النهاية لم تكن نهاية التوتر، بل كانت بدايته.
وانطلقت المباراة وسط أجواء حماسية وحضور جماهيري غفير، حيث دخل الفريقان المواجهة بأهداف مختلفة؛ الاتحاد كان يسعى لتعزيز صدارته واقترابه أكثر من اللقب، فيما حاول النصر تحسين موقعه في جدول الترتيب ومصالحة جماهيره بعد سلسلة من النتائج غير المستقرة في الأسابيع الأخيرة.
وتقدم الاتحاد في النتيجة خلال الشوط الأول، مستفيدًا من تألق لاعبيه في التحول السريع والضغط الهجومي، قبل أن يتمكن النصر من العودة في النتيجة وتعديل الكفة في الشوط الثاني، وسط تألق لافت من عناصره الهجومية، غير أن الكلمة الأخيرة كانت لأصحاب الأرض، حيث نجح الفريق الجداوي في تسجيل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، ليخرج بثلاث نقاط ثمينة عززت من موقفه في صدارة الترتيب.
وعقب إطلاق الحكم لصافرة النهاية، وثّق مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي لحظة اشتباك لفظي تطور إلى احتكاك جسدي بين عدد من لاعبي النصر واللاعب الهولندي ستيفن بيرجوين، المنضم حديثًا إلى صفوف الاتحاد.
وبحسب اللقطات التي تم تداولها، بدا أن بيرجوين كان متجهًا لتحية جماهير فريقه، إلا أن تصرفًا ما – لم تتضح طبيعته بدقة – أثار غضب لاعبي النصر، الذين توجهوا نحوه بشكل حاد، وحاول بعض أفراد الطاقمين الإداري والفني التدخل لتهدئة الأمور، لكن المشهد كان قد استحوذ بالفعل على أنظار الجميع، في واقعة قد تكون لها تبعات لاحقة من قبل لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
والحادثة قوبلت بتفاعل واسع، بين من انتقد تصرفات لاعبي النصر واعتبرها خروجًا عن الروح الرياضية، ومن رأى أن سلوك بيرجوين قد يكون هو المحرك الأساسي للتوتر، دون أن تتضح التفاصيل الكاملة حتى لحظة كتابة هذا الخبر، ومطالبات كثيرة ارتفعت من جمهور ومحبي الكرة السعودية بضرورة فتح تحقيق رسمي في الحادثة، للكشف عن الملابسات الدقيقة وتحديد المسؤوليات، خصوصًا وأن دوري روشن يشهد في موسمه الحالي تنافسًا محتدمًا وتغطية إعلامية مكثفة، ما يجعل مثل هذه الحوادث محل اهتمام الرأي العام الرياضي.
وبفوز الاتحاد، ارتفع رصيده إلى 71 نقطة، معززًا موقعه في الصدارة، بينما تجمد رصيد النصر عند 60 نقطة، متراجعًا للمركز الرابع خلف الهلال والتعاون، ما يعني تقليص آماله في المنافسة على المركز الثاني أو الثالث، والفوز يقرّب الاتحاد أكثر من تحقيق لقب الدوري للمرة الأولى منذ سنوات، وسط إشادة من الجماهير بأداء الفريق الذي نجح في تحقيق الفوز في واحدة من أصعب مواجهاته في الموسم، في المقابل، يتعرض النصر لانتقادات كبيرة بعد الأداء المتذبذب وخسارته نقاطًا ثمينة في مراحل الحسم.
ويُعدّ اللاعب الهولندي ستيفن بيرجوين، الذي انضم إلى الاتحاد قادمًا من أياكس أمستردام الهولندي، أحد أبرز صفقات الفريق هذا الموسم، يمتاز بيرجوين بالسرعة والمهارة، ونجح سريعًا في إثبات نفسه ضمن التشكيلة الأساسية للمدرب، وقدم مستويات مميزة ساهمت في سلسلة انتصارات الفريق خلال الأسابيع الماضية.
ورغم تألقه الفني، إلا أن بعض المتابعين انتقدوا أسلوبه الحاد في التعامل مع الخصوم، معتبرين أنه يفتقر أحيانًا إلى الهدوء في المباريات الكبيرة، الأمر الذي قد يكون ساهم في تصاعد التوتر مع لاعبي النصر عقب نهاية اللقاء، ومع تداول الفيديو وانتشار الحديث حول الحادثة، تترقب الجماهير قرار لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم، والتي من المتوقع أن تفتح تحقيقًا في الواقعة، بناءً على تقارير حكم المباراة ومراقبي اللقاء، إضافة إلى الفيديوهات المتداولة.
ووفقًا للوائح الانضباط، قد يتم فرض عقوبات على الأطراف التي يثبت تورطها في أي سلوك غير رياضي، سواء بالغرامات المالية أو الإيقافات، ما قد يؤثر على حسابات الفرق المتورطة خلال الجولات المقبلة من الدوري، ومع اقتراب نهاية الموسم، يبدو أن الإثارة داخل المستطيل الأخضر بدأت تتجاوز الحدود، لتنتقل إلى لحظات ما بعد المباراة، في مشهد يعكس سخونة المنافسة وطموح الفرق في تحقيق أفضل النتائج.
وقد حملت الجولة الثلاثون الكثير من المتغيرات، ووضعت جماهير الكرة السعودية أمام فصل جديد من فصول الصراع على القمة، وسط دعوات بضرورة الالتزام بالروح الرياضية والابتعاد عن التصرفات التي قد تسيء إلى صورة الدوري السعودي الذي يلقى اهتمامًا متزايدًا على المستويين الإقليمي والدولي.
