في تصاعد جديد للتوتر بين الهند وباكستان، شهدت مدينة لاهور شرقي باكستان، اليوم الخميس، انفجارًا مدويًا قرب مطار والتون، ما أثار حالة من الهلع بين السكان المحليين، ووفقًا لما نقلته قناة "سما" الباكستانية، وقع الانفجار على طريق والتون السريع في منطقتي غوبال ناغار ونصير آباد، حيث سُمع دوي عدة انفجارات متتالية، بينما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في السماء، ما دفع السكان إلى الإسراع نحو منازلهم بحثًا عن الأمان.
وأشارت القناة إلى أن الانفجار نجم عن إسقاط طائرة مسيرة هندية، يتراوح حجمها بين 1.5 إلى 1.8 متر، تم التحكم بها عن بعد، حيث أسقطتها الدفاعات الجوية الباكستانية باستخدام نظام تشويش متقدم.
ووفقًا لمصادر عسكرية باكستانية، كانت الطائرة المسيرة في مهمة تجسس على مواقع حساسة بالقرب من المطار، وهو ما اعتبرته إسلام آباد انتهاكًا صارخًا لسيادتها، محذرة من عواقب هذه العمليات الاستفزازية.
في تطور متصل، أعلنت هيئة المطارات الباكستانية تعليقًا مؤقتًا للرحلات الجوية في ثلاثة من أكبر مطارات البلاد، وهي كراتشي، ولاهور، وسيالكوت، لأسباب أمنية.
ويأتي هذا الإجراء في ظل تصاعد حدة التوترات بين الجارتين النوويتين، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة، خاصة بعد إعلان الهند عن عملية عسكرية واسعة ضد باكستان تحت اسم "عملية سندور".
وتقول نيودلهي إن هذه العملية تهدف إلى "ضرب بنى تحتية إرهابية" داخل الأراضي الباكستانية، بما في ذلك الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من إقليم جامو وكشمير، متهمة إسلام آباد بدعم مجموعات مسلحة تُخطط لهجمات ضد الهند.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، على أن بلاده تحتفظ بحقها الكامل في الرد على هذه "الأعمال العدوانية"، واصفًا العملية الهندية بأنها "عمل حربي صارخ" يهدد السلام الإقليمي.
وأصدر الجيش الباكستاني بيانًا، على لسان مدير جناحه الإعلامي أحمد شريف تشودري، أكد فيه أن حصيلة الضحايا المدنيين جراء الهجوم الهندي الأخير ارتفعت إلى 31 قتيلًا و57 مصابًا، في حين تتواصل عمليات الإنقاذ في المناطق المتضررة.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب هجوم مسلح استهدف مدنيين وسياحًا في منطقة بهالغام بإقليم جامو وكشمير، في 22 أبريل الماضي، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا، وهو ما اعتبرته الهند دليلًا جديدًا على دعم باكستان "للإرهاب العابر للحدود"، وهو اتهام تنفيه إسلام آباد بشدة.
في المقابل، دعا وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الهجوم، مؤكدًا على رفض بلاده للاتهامات الهندية، ومعتبرًا أن التصعيد الحالي يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وتخشى الأوساط الدبلوماسية أن يؤدي هذا التصعيد المتسارع إلى تقويض أي جهود مستقبلية للسلام بين البلدين النوويين، اللذين خاضا ثلاث حروب منذ استقلالهما عام 1947، كانت جميعها بسبب نزاع إقليم كشمير.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية كبيرة، مع تزايد المنافسة بين القوى العالمية على النفوذ في جنوب آسيا، وهو ما يضع الهند وباكستان على حافة مواجهة جديدة قد تكون الأخطر منذ عقود.