في الوقت الذي تلقى فيه نادي برشلونة دفعة معنوية كبيرة بعودة هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى التدريبات الجماعية، تلقى الفريق صدمة مزدوجة بإعلان غياب كل من الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي والمدافع الفرنسي جول كوندي عن مواجهة إنتر ميلان الإيطالي، في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، المقررة مساء الثلاثاء المقبل على ملعب "سان سيرو" بمدينة ميلانو.
ويخوض الفريق الكتالوني المواجهة المصيرية بطموح بلوغ نصف نهائي البطولة الأوروبية الأعرق، بعد تعادل مثير في مباراة الذهاب بنتيجة (3-3) على ملعب "لويس كومبانيس" في برشلونة، مما يفرض عليه الفوز خارج الديار من أجل مواصلة مشواره القاري.
جاءت مشاركة ليفاندوفسكي في الحصة التدريبية التي أقيمت صباح الأحد في مركز "خوان غامبر" الرياضي، بمثابة بارقة أمل للجهاز الفني بقيادة الألماني هانز فليك، ولجماهير البلوغرانا التي كانت تترقب موقف اللاعب من المشاركة في لقاء الإياب، بعد غيابه عن المواجهات الأخيرة بسبب إصابة عضلية.
وشوهد ليفاندوفسكي يؤدي تدريبات بدنية وفنية بشكل طبيعي إلى جانب زملائه، وسط مؤشرات قوية تؤكد جاهزيته للعب دور أساسي في مباراة الثلاثاء، كما عقد فليك جلسة انفرادية مع المهاجم المخضرم على هامش التدريبات، يُعتقد أنها تناولت الجوانب التكتيكية وخطة الاستفادة منه في كسر الدفاع الإيطالي الصلب، ويمثل ليفاندوفسكي أحد أبرز أعمدة الهجوم الكتالوني، حيث سجل 5 أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم، وكان غيابه في بعض المباريات سببًا في اهتزاز الأداء الهجومي للفريق.
رغم هذه الأنباء الإيجابية، إلا أن الجهاز الفني تلقى أنباء مقلقة تتعلق بخط الدفاع، بعد التأكد من غياب الظهير الأيسر الشاب أليخاندرو بالدي، الذي لم يحصل حتى الآن على التصريح الطبي اللازم للعودة إلى الملاعب، كما غاب عن تدريبات الفريق اليوم بشكل كامل.
وكانت التوقعات تشير إلى إمكانية عودة بالدي للمشاركة أمام إنتر، خاصة بعد تطور حالته البدنية خلال الأيام الماضية، إلا أن الفحوصات الطبية لم تمنحه الضوء الأخضر، مما يُربك حسابات فليك الذي يعاني أصلًا من نقص في الخيارات الدفاعية، وتعمقت الأزمة بإعلان غياب المدافع الفرنسي جول كوندي، الذي تعرض لإصابة عضلية في مواجهة الفريق الأخيرة بالدوري الإسباني، ولن يكون متاحًا ضمن قائمة الفريق المتجهة إلى ميلانو.
ويمثل غياب كوندي ضربة قوية، لا سيما في ظل قدرته على اللعب كقلب دفاع وظهير أيمن، وهي المرونة التي اعتمد عليها فليك لتعويض الغيابات المتكررة هذا الموسم، وتحمل المباراة أمام إنتر ميلان طابعًا مصيريًا للبارسا، ليس فقط من الناحية الرياضية، بل أيضًا من حيث مستقبل المدرب هانز فليك، الذي يواجه انتقادات متزايدة من الصحافة والجماهير عقب الأداء المهتز للفريق في الآونة الأخيرة، وخاصة في البطولة الأوروبية.
ويُدرك برشلونة أنه لا بديل عن الفوز، إذ أن التعادل بأي نتيجة سيمنح إنتر بطاقة العبور إلى نصف النهائي بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض (المطبقة هذا الموسم مجددًا)، فيما سيكون التعثر بمثابة ضربة قاسية قد تعيد الفريق إلى دوامة التخبط التي لاحقته في النسخ الأخيرة من دوري الأبطال.
ويعوّل الفريق على خبرة عدد من نجومه، مثل ليفاندوفسكي، وتير شتيغن، وفرينكي دي يونغ، إلى جانب الحضور اللافت للناشئين الصاعدين مثل لامين يامال وباو كوبي، ولن تكون مواجهة ملعب "سان سيرو" سهلة بأي حال، خاصة أن إنتر ميلان يظهر هذا الموسم بمستوى قوي تحت قيادة المدرب سيموني إنزاغي، حيث يتصدر الدوري الإيطالي ويقدم أداءً متزنًا أوروبيًا ومحليًا.
وكان لقاء الذهاب قد كشف عن نقاط قوة وضعف الفريقين، حيث استطاع برشلونة تسجيل ثلاثة أهداف، لكنه استقبل مثلها، في مشهد أثار قلق أنصار النادي من هشاشة المنظومة الدفاعية، التي ستفتقد الآن اثنين من أعمدتها في لقاء العودة، ومن جهته، أعلن إنتر ميلان جاهزيته الكاملة للمباراة، دون تسجيل أي إصابات جديدة، في حين تركز التحضيرات على استغلال غيابات برشلونة، خاصة في الأطراف، التي قد تمنح مهاجمي النيراتزوري مساحة أكبر للتحرك.
ولا يزال تاريخ مواجهات الفريقين في دوري أبطال أوروبا يحمل طابعًا متوازنًا، مع تفوق نسبي لبرشلونة في السنوات الأخيرة، غير أن المواجهات على ملعب "سان سيرو" لطالما كانت معقدة للفريق الكتالوني، وفي حال فشل برشلونة في التأهل، سيكون ذلك الموسم الرابع على التوالي الذي يُقصى فيه من ربع النهائي أو قبله، مما سيضع إدارة النادي تحت ضغط كبير لإعادة النظر في مشروع الفريق.