أولى طلائع الحجاج الماليزيين تصل مكة والمدينة
أولى طلائع الحجاج الماليزيين تصل مكة والمدينة وسط ترحيب حافل وتنظيم متقن
كتب بواسطة: سوسن شرف |

في أجواء يملؤها الإيمان والتنظيم المحكم، استقبلت المملكة العربية السعودية أولى طلائع حجاج بيت الله الحرام القادمين من دولة ماليزيا، إيذانًا ببدء موسم حج 1446هـ، فقد وصلت أفواج الحجاج الماليزيين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث حظوا باستقبال حافل عكس حرص المملكة الدائم على رعاية ضيوف الرحمن وتقديم أفضل سبل الراحة لهم منذ لحظة وصولهم.

وكان في استقبالهم عدد من مسؤولي شركة "الماسية" لخدمات الحجاج، التي تشرف على تنظيم واستقبال الحجاج الماليزيين، حيث قُدمت لهم الورود والهدايا التذكارية في مشهد جمع بين الحفاوة السعودية والخصوصية الروحانية التي تميز هذه الأيام المباركة، وترافقت هذه اللحظات بمشاعر غامرة من الفرحة والسكينة التي بدت واضحة على وجوه الحجاج، الذين استشعروا روحانية المكان وعظمة الاستقبال.

وبهذه المناسبة، نظّمت "الماسية" بالتعاون مع مكتب شؤون حجاج ماليزيا المعروف باسم "تابونج حاجي"، احتفالية خاصة تحت عنوان "شراكة وجدانية"، عبّرت عن عمق العلاقة بين الجانبين وسنوات طويلة من التعاون المشترك، وتضمن الحفل كلمات رسمية من مسؤولي الطرفين، إلى جانب عروض مرئية تجسّد تاريخ الشراكة، وتبادلًا للهدايا التذكارية، في مشهد يعكس التقدير والامتنان المتبادل.

وفي كلمته خلال الحفل، أكّد محمود دمنهوري، مستشار "الماسية" ونائب رئيس شركة "مشارق"، أن الشركة تسعى إلى تقديم خدمات احترافية متكاملة تشمل النقل والإعاشة والإسكان، تحت مظلة تنظيمية موحدة تسهم في تعزيز تجربة الحاج وتلبية احتياجاته بكفاءة عالية، وأضاف دمنهوري: "نؤمن بدور المرأة في خدمة الحجاج، وقد باتت المرأة اليوم جزءًا لا يتجزأ من فرق العمل في مختلف المجالات، من الإشراف إلى العمليات اللوجستية، وهو ما ينعكس إيجابًا على جودة الأداء ورضا الحجاج".

ومن جانبه، قال علي بن حسين بندقجي، رئيس مجلس إدارة "الماسية"، إن العلاقة مع الجانب الماليزي في مجال خدمة الحجاج ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لأكثر من 45 عامًا من العمل المشترك والتخطيط والتطوير، وهو ما أسهم في بناء نموذج عالمي يحتذى به في مجال إدارة خدمات الحج، وأكد بندقجي أن الاستعدادات لموسم هذا العام بدأت مبكرًا، مشيرًا إلى الجاهزية التامة لمخيمات منى وعرفات، وتنظيم الخدمات اللوجستية على أعلى مستوى، بما في ذلك التنقل والإسكان وتوفير الوجبات.

وأشار أيضًا إلى أن الحجاج الماليزيين قد تسلّموا مسبقًا بطاقات "نسك"، وجوازات السفر، وبطاقات صعود الطائرة، ضمن تجربة موحدة تُعد الأولى من نوعها، تهدف إلى تسريع الإجراءات وتقليل التكدس، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة لأداء المناسك، وأوضح بندقجي أن "الماسية" وضعت هذا العام مجموعة من الأهداف التي تسير وفقها كافة فرق العمل، وتتمثل في: تقديم الحاج على كل شيء، العمل بروح الفريق الواحد، السعي للحصول على جائزة "لبيتم" التي تمنح للخدمة المتميزة في موسم الحج، الالتزام التام بالمواعيد، والتفكير الابتكاري في تنفيذ المهام.

وأضاف أن هذه الرؤية تنبع من إيمان عميق برسالة خدمة الحاج، وتقديم كل ما يليق بعظمة الضيوف القادمين من مختلف دول العالم لأداء الفريضة المباركة، وتُعد ماليزيا من أوائل الدول التي تبدأ في تفويج حجاجها إلى المملكة سنويًا، وذلك ضمن جدول دقيق ومنظم تشرف عليه وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع الجهات المعنية، ويعكس ذلك التزامًا كبيرًا من الجانب الماليزي بالأنظمة والتعليمات، وتنسيقًا محكمًا مع الجانب السعودي.

وتحظى بعثات الحج الماليزية بسمعة متميزة في التنظيم والانضباط، وهو ما ساعد على إنجاح الشراكة القائمة بين الطرفين، وساهم في تحسين جودة الخدمات عامًا بعد عام، وعبّر عدد من الحجاج الماليزيين عن سعادتهم بالوصول إلى أرض الحرمين الشريفين، مشيرين إلى أن الاستقبال الحار والتنظيم الدقيق يعكسان عمق الجهود المبذولة من المملكة في رعاية الحجيج، وأكدوا أن الخدمات المقدمة منذ لحظة وصولهم إلى المطار وحتى انتقالهم إلى مقار السكن جاءت فوق التوقعات، منوهين بالجاهزية العالية والروح الطيبة التي استقبلهم بها العاملون والمنظمون.

ويمثل وصول الحجاج الماليزيين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة إيذانًا فعليًا بانطلاق موسم الحج لهذا العام، وسط تحضيرات ضخمة واستعدادات متواصلة تسعى المملكة من خلالها إلى تقديم نموذج عالمي في خدمة ضيوف الرحمن، ومع التلاحم بين فرق العمل، والتعاون المثمر مع مختلف الدول الإسلامية، تبدو بوادر موسم حج مميز وناجح تلوح في الأفق، يعكس رسالة المملكة في أن تكون خدمة الحجاج أولوية دائمة، وشرفًا لا يُضاهى.