جنوب لبنان

إسرائيل تضرب أهدافا استراتيجية لحزب الله في جنوب لبنان

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

شنت إسرائيل يوم الخميس سلسلة غارات جوية مكثفة على مناطق عدة في جنوب لبنان، استهدفت أطراف منطقة النبطية وكفر رمان وأجزاء أخرى، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق العاصمة بيروت، ووفقًا لمراسلة قناة العربية/الحدث، تجاوز عدد الغارات 15 غارة، استهدفت تلالًا غير مأهولة تطل على النبطية وبعض البلدات المحيطة، إضافة إلى مناطق حرجية وجبلية، وأسفر القصف عن مقتل شخص واحد وإصابة 8 آخرين، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة التي تشهد تصعيدًا متكررًا بين الطرفين.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف موقعًا لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لحزب الله في منطقة الشقيف، ووصف هذا الموقع بأنه جزء من مشروع استراتيجي تحت الأرض، يُستخدم لإدارة عمليات إطلاق النيران والدفاعات الجوية التابعة للحزب، وأكد أدرعي أن هذا الموقع خرج عن الخدمة نتيجة الغارات، مشيرًا إلى أنه يشكل خرقا واضحا للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان، والتي تحظر على حزب الله بناء منشآت عسكرية جنوب نهر الليطاني.

وأوضح المتحدث العسكري الإسرائيلي أن الغارات استهدفت أيضًا عناصر ووسائل قتالية، إلى جانب بعض الآبار، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي سيواصل تنفيذ سياسته الهجومية ضد حزب الله، في إطار ما وصفه بالحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي.

في الوقت ذاته، أشار مصدر في الجيش الإسرائيلي إلى أن الهجوم استهدف "هدفًا مهمًا" في مجمع عسكري تابع لحزب الله في النبطية، يضم أسلحة وأنفاقًا تحت الأرض، مؤكدًا أن هذه الضربات تأتي كجزء من حملة موسعة تهدف إلى شل قدرات الحزب العسكرية وتدمير بنيته التحتية، وفي المقابل رد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بانتقاد الهجمات الإسرائيلية، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة التي تشكل تهديدًا لسيادة لبنان واستقراره.

ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، تم التوصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية في نوفمبر الماضي، عقب مواجهة عسكرية دامت لأكثر من عام، لا تزال القوات الإسرائيلية تشن غارات على مناطق مختلفة في جنوب وشرق لبنان.

يذكر أن الاتفاق نص على وقف الأعمال العدائية بين الطرفين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بشكل تام، مقابل انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في المنطقة.

ومع ذلك، لا تزال إسرائيل ترفض الانسحاب من خمس نقاط حدودية في الجنوب، تتحكم في ممرات استراتيجية تطل على جانبي الحدود، ما يثير مخاوف من تصعيد أكبر قد يخرج عن السيطرة إذا استمرت هذه الهجمات المتبادلة.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، مع تزايد المخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع قد تشمل ساحات أخرى، خاصة في ظل التصريحات المتكررة من الجانب الإسرائيلي بضرورة القضاء على التهديدات القادمة من الحدود اللبنانية.