تشهد المملكة العربية السعودية اليوم الاثنين حالة من التقلبات الجوية الحادة، أثرت على نطاق جغرافي واسع شمل 11 منطقة بمستويات إنذار تراوحت بين الأحمر والبرتقالي والأصفر، بحسب ما أعلن المركز الوطني للأرصاد، وقد تنوعت الظواهر المصاحبة لهذه الحالة ما بين أمطار متفاوتة الشدة، رياح نشطة، غبار وأتربة مثارة، وسط تحذيرات جدية من خطر السيول وانعدام مدى الرؤية في بعض المناطق.
وتأتي هذه الحالة ضمن نمط مناخي متكرر في مواسم الانتقال، حيث تشهد المملكة بين شهري أبريل ومايو تقلبات جوية مفاجئة نتيجة لتداخل الكتل الهوائية الباردة والدافئة، ما يؤدي إلى تكون السحب الركامية وهطول أمطار غزيرة أحيانًا في مناطق متفرقة، يصاحبها نشاط في الرياح المثيرة للغبار.
وتصدر المشهد الجوي اليوم منطقة عسير، التي شهدت تحذيرات من الدرجة الحمراء، وهي أعلى درجات التنبيه في نظام الأرصاد، وشملت التحذيرات محافظات أبها، خميس مشيط، سراة عبيدة، النماص، بيشة، تثليث، طريب والأمواه، حيث توقعت الأرصاد هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة السرعة، تساقط حبات البرد، وانعدام الرؤية الأفقية بسبب الضباب والغبار، وتمتد هذه الحالة الجوية من الساعة 12 ظهرًا وحتى الساعة 8 مساءً، مع احتمالية عالية لجريان السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، وهو ما دعا الجهات المختصة إلى رفع الجاهزية تحسبًا لأي طارئ.
وبدورها، شهدت منطقة جازان تنبيهات من الدرجة الحمراء في محافظات العارضة، فيفا، العيدابي، والريث، حيث سُجلت أمطار غزيرة استمرت منذ الظهيرة حتى المساء، كما امتدت التحذيرات البرتقالية إلى محافظات صبيا، صامطة، وفرسان، مع توقعات بهطول أمطار متوسطة الشدة، مصحوبة بصواعق رعدية وتساقط برد، وتسببت هذه الأحوال في اضطراب مؤقت بالحركة المرورية وانخفاض الرؤية الأفقية في بعض المواقع الجبلية.
وفي الباحة، تواصلت التحذيرات الجوية من المستوى البرتقالي في محافظات العقيق، القرى، المندق، بلجرشي وبني حسن، وسط توقعات بهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة، مصحوبة برياح نشطة وصواعق رعدية، بينما كانت منطقة نجران على موعد مع أجواء مماثلة شملت محافظات نجران، حبونا، خباش، يدمة وبدر الجنوب، في ظل استمرار التأثيرات الجوية حتى ساعات الليل، وانخفاض الرؤية الأفقية نتيجة الأتربة المثارة.
وفي وسط المملكة، أُطلقت إنذارات صفراء واسعة النطاق في منطقة الرياض، شملت العاصمة ومحافظات الدرعية، والخرج، والقويعية، والزلفي، وشقراء، والدوادمي، ووادي الدواسر، وتشير التوقعات إلى رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، تسبب تدنياً في مدى الرؤية بين 3 إلى 5 كيلومترات، واستمرت التحذيرات حتى الساعة السادسة مساءً.
وفي السياق ذاته، طالت التحذيرات الصفراء منطقة الشرقية، مع رياح سرعتها تجاوزت 45 كم/ساعة، وأتربة مثارة على الدمام، الأحساء، الخُبر، القطيف، وحفر الباطن، مما أدى إلى تقلبات سريعة في الأحوال الجوية، اضطر معها البعض إلى التزام المنازل في ساعات الذروة، أما منطقة القصيم فقد تأثرت أيضًا برياح نشطة وأتربة مثارة، شملت محافظات بريدة، وعنيزة، والرس، والبكيرية، وعقلة الصقور، حيث بدأ تأثير الحالة منذ الحادية عشرة صباحًا واستمر حتى الخامسة مساءً، متسببًا في تدنٍّ واضح بمستوى الرؤية الأفقية.
وفي غرب المملكة، شملت التنبيهات الجوية منطقة مكة المكرمة، وتحديدًا الطائف وميسان، حيث توقعت الأرصاد هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة مصحوبة برياح نشطة، من الساعة الواحدة ظهرًا حتى التاسعة مساءً، وأثرت هذه الأحوال على الحركة المرورية في الطرق الجبلية، وسط دعوات للسائقين بتوخي الحذر، وفي الشمال، شملت التحذيرات منطقة الجوف، وتحديدًا دومة الجندل، سكاكا وطبرجل، حيث هبت رياح نشطة وهطلت أمطار خفيفة تسببت في انخفاض مدى الرؤية الأفقية، كما تأثرت منطقة الحدود الشمالية برياح محملة بالغبار شملت محافظات عرعر، طريف، رفحاء والعويقيلة.
أما منطقة تبوك فقد شهدت حالة جوية غير مستقرة، مع توقعات بهطول أمطار خفيفة ورياح نشطة على محافظتي الوجه وتيماء، وذلك في الفترة من الثالثة عصرًا وحتى الحادية عشرة مساءً، ومع اتساع رقعة الحالة الجوية واستمرار تأثيرها في مناطق متعددة، دعت الجهات المختصة في الدفاع المدني والمركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين والمقيمين إلى توخي الحيطة والحذر، خصوصًا في المناطق المنخفضة المعرضة لخطر السيول، والامتناع عن عبور مجاري المياه أثناء جريانها، بالإضافة إلى الالتزام بتعليمات السلامة المرورية خلال فترات تدني الرؤية.
وتأتي هذه التحذيرات في إطار جهود متكاملة تبذلها أجهزة الدولة لاحتواء آثار الظواهر الجوية الحادة، من خلال التنسيق بين الجهات الأمنية، والصحية، والخدمية، ضمانًا لسلامة الأفراد واستمرارية الخدمات، وتُعد هذه الحالة الجوية المتقلبة تذكيرًا بضرورة الاستعداد الدائم لمثل هذه الظواهر المناخية المفاجئة، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي باتت تؤثر على أنماط الطقس الموسمية في المنطقة، ويتطلب هذا الواقع تعزيز الوعي المجتمعي، والاستفادة من تقنيات الرصد والإنذار المبكر، للتقليل من المخاطر المحتملة وحماية الأرواح والممتلكات.