لقي عشرة أشخاص مصرعهم بعد انقلاب أربعة قوارب سياحية في إحدى الأنهار بمقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين، وذلك نتيجة عاصفة مفاجئة ضربت المنطقة خلال عطلة وطنية، الحادث الذي وقع أدى إلى حالة من الذعر وسط السائحين، وأسفر عن نقل العشرات إلى المستشفيات لتلقي العلاج، في وقت تكثّف فيه فرق الإنقاذ عملياتها بحثًا عن المفقودين.
أفادت التقارير بأن قاربين فقط قد انقلبا غير أن وسائل إعلام رسمية أكدت لاحقًا أن الحادث شمل أربعة قوارب، وأوضحت قناة "CCTV" الرسمية أن اثنين من هذه القوارب لم يكن على متنهما ركاب، بل كانا يحملان فقط أفراد طاقم، وعددهم سبعةوتمكن جميعهم من النجاة بعد أن أنقذوا أنفسهم دون إصابات تُذكر.
تُعد مقاطعة قويتشو وجهة سياحية بارزة في الصين، لما تحتويه من مناظر جبلية ونهرية خلابة، وتزامن الحادث مع نهاية عطلة وطنية استمرت خمسة أيام، شهدت خلالها المقاطعة تدفقًا كبيرًا من الزوار، ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان أن العاصفة ضربت المكان فجأة مصحوبة برياح قوية وضباب كثيف أعاق الرؤية، ما أدى إلى انقلاب القوارب وصعوبة عمليات الإنقاذ الأولية.
الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا إلى تكثيف جهود البحث عن المفقودين ورعاية المصابين، مؤكدًا ضرورة تعزيز إجراءات السلامة في المواقع السياحية والمرافق العامة الكبرى، والمناطق السكنية المكتظة خاصة خلال فترات العطلات الرسمية التي تشهد ازدحامًا شديدًا، وتأتي هذه التوجيهات في أعقاب سلسلة من الحوادث المشابهة التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
من جانبه أفاد أحد شهود العيان أن المياه في النهر كانت عميقة لكن بعض الركاب تمكنوا من السباحة إلى ضفّة الأمان قبل أن يتدخل المنقذون، وأشار إلى أن العاصفة جاءت دون سابق إنذار ما تسبب في صدمة للسياح المتواجدين على متن القوارب.
وأضافت قناة "CCTV" أن القاربين اللذين كانا يقلان الركاب عند انقلابيهما، يتسع كلٌّ منهما لنحو 40 شخصًا، ولم يكونا محمّلين بأكثر من سعتهما الرسمية، مما يشير إلى أن السبب المباشر في الحادث يعود إلى الأحوال الجوية المفاجئة، وليس إلى تجاوز السعة أو الإهمال التشغيلي.
فيما تستمر أعمال البحث والإنقاذ في الموقع، لا تزال السلطات تواصل التحقيق في ملابسات الحادث وتقييم مدى الالتزام بإجراءات السلامة من قِبل الشركات السياحية المشغلة لتلك القوارب، يُذكر أن هذه الحوادث تُسلّط الضوء مجددًا على التحديات التي تواجه السياحة الداخلية في الصين، وضرورة تحديث آليات التحذير المبكر من الكوارث الطبيعية خاصة في المناطق النهرية والجبلية.
قد فتحت السلطات المحلية تحقيقًا موسّعًا لمعرفة ما إذا كانت شركات تنظيم الرحلات قد التزمت بكافة إجراءات السلامة والاحتياطات اللازمة، خصوصًا في ظل توقعات الأرصاد الجوية التي كانت تشير مسبقًا لاحتمال حدوث تغيّرات مناخية مفاجئة، وذكرت بعض المصادر أن الجهات المنظمة لم تصدر تحذيرات واضحة قبيل الإبحار ما أثار تساؤلات حول مدى الجاهزية الفعلية لمواجهة الظروف الطارئة في هذه الوجهات السياحية.
في السياق ذاته أثار الحادث موجة من التعاطف الشعبي والغضب العام، حيث عبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الصين عن حزنهم الشديد لما حدث، وطالبوا بضرورة تشديد الرقابة على شركات السياحة المحلية التي لا تلتزم بمعايير الأمان، مؤكدين أن حياة المواطنين لا يجب أن تكون عرضة للخطر بسبب التهاون أو الطمع التجاري، كما دعا عدد من المدونين البارزين إلى محاسبة المتسببين في الحادث إذا ثبت وجود تقصير.
تجدر الإشارة إلى أن الصين تعمل خلال السنوات الأخيرة على تطوير قطاع السياحة الداخلية وتشجيع المواطنين على زيارة المقاطعات الجبلية والمناطق الطبيعية، وهو ما أدى إلى ازدحام غير مسبوق في كثير من الوجهات خصوصًا خلال العطل الرسمية، وتواجه الحكومة تحديًا متزايدًا لضمان أن تكون هذه الرحلات آمنة ومجهزة للتعامل مع الظروف الطارئة، في ظل زيادة الإقبال ونمو عدد الزوار بشكل سنوي ملحوظ.