حقق ريال مدريد فوزًا مثيرًا وصعبًا على ضيفه سيلتا فيجو، بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في لقاء احتضنه ملعب "سانتياغو برنابيو" ضمن مواجهات الجولة الرابعة والثلاثين من الدوري الإسباني، ليواصل الميرينجي مطاردته للقب الليجا، ويؤكد عزمه على عدم الاستسلام حتى الرمق الأخير من الموسم.
وقد دخل ريال مدريد اللقاء بقوة منذ صافرة البداية، وفرض سيطرته على مجريات اللعب خلال الشوط الأول، حيث لم يترك أي مساحة للضيوف لالتقاط أنفاسهم، وسرعان ما ترجم تفوقه إلى أهداف متتالية وضعت المباراة نظريًا في جعبته منذ النصف الأول، فقد تمكن رجال المدرب كارلو أنشيلوتي من تسجيل ثلاثة أهداف نظيفة خلال أول 45 دقيقة، في عرض هجومي منظم وحاسم أكد قوة الفريق الملكي حين يكون في أفضل حالاته.
لكن الأمور لم تسر بالسلاسة التي توقعها جمهور البرنابيو بعد هذا التقدم الكبير، فمع بداية الشوط الثاني، بدا أن الفريق المدريدي خفف من ضغطه وقل حماسه، ربما بإيعاز من أنشيلوتي نفسه، الذي أجرى تغييرات فنية أثارت الكثير من الجدل، فقد أخرج المدرب الإيطالي لاعبين مؤثرين، من بينهم الشاب أردا جولر، أحد أبرز عناصر الفريق في الشوط الأول، إلى جانب مدافع شاب كان يقدم أداءً جيدًا، وبدت هذه التغييرات وكأنها رسالة إلى سيلتا فيجو بأن المباراة قد انتهت، وهو ما لم يتردد الفريق الضيف في استغلاله.
واستفاق سيلتا فيجو وبدأ في شن الهجمات على مرمى كورتوا، مستفيدًا من تراجع مدريد الواضح، وفي الدقيقة 69، تمكن من تسجيل أول أهدافه، مما أشعل المباراة من جديد، ولم تمر سوى سبع دقائق فقط حتى أضاف الهدف الثاني، لتتحول الدقائق الأخيرة إلى صراع شرس من أجل البقاء، إذ أصبح خطر التعادل يلوح في الأفق، خاصة مع الضغط المستمر من الضيوف وتراجع الميرينجي للخلف.
لكن رغم حالة التوتر والانخفاض المفاجئ في الأداء، صمد دفاع ريال مدريد أمام محاولات سيلتا، وتمكن من الحفاظ على النتيجة حتى صافرة النهاية، ليحصد ثلاث نقاط ثمينة أبقته في سباق اللقب، وإن كانت بأداء أثار تساؤلات كثيرة حول اختيارات المدرب وخياراته الفنية.
وخلال الاستوديو التحليلي للمباراة، شن المحلل الرياضي والنجم التونسي السابق طارق ذياب هجومًا لاذعًا على كارلو أنشيلوتي، معتبرًا أنه المسؤول الأول عن عودة سيلتا فيجو إلى أجواء المباراة، وقال ذياب: "أنشيلوتي، أخرج لاعبًا شابًا في الدفاع ثم أخرج أردا جولر، والذي يعتبر من أفضل اللاعبين في الملعب، وكأنه قرر أن المباراة قد انتهت عند الدقيقة 60، لقد منح الأمل لسيلتا، هو السبب الرئيسي في عودتهم".
ولم يكتفِ النجم التونسي بهذا القدر، بل وجّه رسالة مباشرة للمدرب الإيطالي فيما يخص اللاعب التركي الشاب أردا جولر، حيث قال: "لو كنت مكان أنشيلوتي، لبدأت به في مباراة الكلاسيكو، وهو في التشكيلة الأساسية، في مباريات كثيرة يشارك في الدقائق الأخيرة، كيف تطلب منه التألق وهو لا يشعر بثقة المدرب؟"، هذا التصريح فتح الباب أمام نقاش واسع بين المتابعين حول مصير النجم التركي الصاعد، ومدى قدرته على فرض نفسه في تشكيلة فريق يزخر بالنجوم، وسط سياسة تدوير لا يبدو أنها تمنحه فرصًا عادلة.
بهذا الفوز، رفع ريال مدريد رصيده إلى 75 نقطة في المركز الثاني، بفارق أربع نقاط خلف برشلونة المتصدر، مع تبقي أربع جولات على نهاية الدوري، وأصبح مصير الميرينجي معلقًا بنتائج الجولة المقبلة، مع ضرورة تحقيق الفوز في كل مباراة وانتظار أي تعثر للغريم التقليدي، إن أرادوا انتزاع اللقب في الأمتار الأخيرة من السباق.
ومع أن الفريق حقق الأهم بحصد النقاط الثلاث، إلا أن الطريقة التي أنهى بها اللقاء أعادت القلق إلى قلوب أنصاره، الذين يتطلعون إلى أداء أكثر ثباتًا في الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل أهمية كل نقطة في سباق اللقب المحتدم.