تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية إلى ملعب "الأول بارك" في العاصمة الرياض، مساء الأربعاء المقبل، حيث تترقب الجماهير مواجهة من العيار الثقيل تجمع بين النصر والاتحاد، في قمة الجولة الـ30 من منافسات دوري روشن للمحترفين لموسم 2024-2025، وهي مباراة تحمل في طيّاتها حسابات معقدة وطموحات متضادة بين فريقين لا يعرفان إلا لغة الانتصار في المنعطفات الحاسمة.
وسيكون موعد المواجهة المرتقبة عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة، في سهرة كروية قد تكون حاسمة لمسار المنافسة على المراكز المتقدمة، خاصة بعد دخول المسابقة مراحلها الأخيرة، واشتداد الصراع على بطاقات التأهل إلى البطولات القارية، وسط طموحات متباينة، وتاريخ طويل من الندية بين الناديين الكبيرين.
ويدخل النصر اللقاء وهو يحتل مركزًا متقدمًا في جدول الترتيب، لكنه لا يزال يصارع من أجل حجز وصافة الدوري، بعدما حسم الأهلي اللقب القاري في دوري نخبة آسيا، وهو ما جعل من المركزين الأول والثاني هدفًا رئيسيًا للفرق الراغبة في الظهور في النسخة المقبلة من البطولة القارية، إلى جانب حامل اللقب، ورغم أن اللقب المحلي بات بعيد المنال، إلا أن النصر يعلم أن الحصول على الوصافة سيضمن له تمثيل المملكة في المحفل الآسيوي، ويمنح موسمه نهاية أكثر إشراقًا.
ورغم الحافز الكبير الذي يمتلكه فريق النصر، إلا أن المدرب سيواجه تحديات فنية صعبة في ظل غياب عنصرين بارزين عن صفوف الفريق، إذ تأكد غياب كل من المهاجم الكولومبي جون دوران، والظهير الشاب سالم النجدي، نتيجة تراكم البطاقات الصفراء بعد حصولهما على الإنذار الثالث خلال المواجهة الماضية أمام ضمك، وهو ما سيجبر الجهاز الفني على إعادة ترتيب الأوراق، وتوظيف البدلاء بالشكل الأمثل للحفاظ على القوة الهجومية والتوازن الدفاعي.
في المقابل، يخوض الاتحاد المباراة بطموح مختلف، إذ يبحث عن انتصار ثمين يعزز حظوظه في المنافسة على اللقب أو على الأقل الاقتراب من حسم المركز المؤهل للبطولات الخارجية، خاصة أن فوزه على النصر سيمنحه دفعة معنوية هائلة في ختام الموسم، ويُعد بمثابة رسالة قوية لمنافسيه، بأن "العميد" لا يزال يملك الكثير ليقدمه في ظل الأسماء الكبيرة التي يضمها في تشكيلته.
ويعرف الاتحاد أن التفوق على النصر في هذه المواجهة لن يكون مجرد انتصار ثلاث نقاط، بل قد يكون بوابة للعودة إلى دائرة البطولات، واستعادة هيبة الفريق، وهو ما يُدركه المدرب جيدًا الذي طالب لاعبيه بالتركيز الكامل طوال مجريات اللقاء، وعدم منح المنافس أي مساحات لفرض أسلوبه، مع ضرورة استغلال الفرص في المناطق الأمامية.
ويُتوقع أن تشهد المباراة حضورًا جماهيريًا لافتًا، في ظل الشعبية الجارفة لكلا الناديين، والرغبة الجادة من الجماهير لدعم فرقها في هذا التوقيت الحساس من الموسم، خاصة أن مباريات النصر والاتحاد لطالما حملت في طيّاتها الإثارة والندية، وشهدت تقلبات في النتيجة حتى اللحظات الأخيرة، وهو ما يجعل هذه القمة دائمًا خارج التوقعات.
كما يُراهن النصر على عدد من نجومه في هذه المواجهة الحاسمة، وفي مقدمتهم الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يواصل تقديم مستويات لافتة هذا الموسم، إلى جانب صانع الألعاب المميز مارسيلو بروزوفيتش، فيما يأمل الاتحاد أن يكون لهدافه الفرنسي كريم بنزيما الكلمة العليا في موقعة "الأول بارك"، إلى جانب القوة الدفاعية التي يمثلها عبد الرزاق حمدالله وخط الوسط المتوازن بقيادة كانتي.
ومع اقتراب صافرة بداية اللقاء، فإن كل التوقعات تبقى مفتوحة على مصراعيها، في ظل الإمكانات العالية لدى الطرفين، وقيمة المباراة على مستوى الترتيب النهائي للموسم، وبين طموح النصر في تأكيد حضوره القاري، وسعي الاتحاد للعودة بقوة إلى منصات التتويج، ستكون جماهير الكرة السعودية على موعد مع قمة مرتقبة، تُعيد إلى الأذهان صراعات الزمن الجميل، وتكتب فصلًا جديدًا في سجلات المنافسة التاريخية بين الفريقين.