سوق الأسهم السعودية
سوق الأسهم السعودية تنتعش.. المؤشر يواصل الصعود ويغلق عند 11422 نقطة!
كتب بواسطة: رولا نادر |

شهد سوق الأسهم السعودية اليوم تداولات نشطة وإغلاقًا إيجابيًا، حيث أغلق المؤشر الرئيس للسوق مرتفعًا بمقدار 11.45 نقطة، ليستقر عند مستوى 11422.95 نقطة وسط تفاؤل عام بين المستثمرين وتحسّن ملحوظ في أداء العديد من الشركات المدرجة، وبلغت القيمة الإجمالية للتداولات نحو 5 مليارات ريال، وهو ما يعكس استمرار الزخم في السيولة وضخ مزيد من الثقة في تعاملات السوق.

توزعت التداولات على نحو 263 مليون سهم، شهدت فيها أسهم 153 شركة ارتفاعًا في قيمتها، بينما تراجعت أسهم 84 شركة في حين استقرت بقية الشركات دون تغير يُذكر، هذا التباين في الأداء يعكس تفاعلات السوق مع العوامل الفنية والاقتصادية المحيطة، سواء المحلية أو العالمية، ويظهر أيضًا انتقائية المستثمرين في التعامل مع أسهم الشركات.

كان من أبرز الشركات التي حققت مكاسب خلال الجلسة شركات المواساة، وسينومي ريتيل، والإعادة السعودية، ومعادن، وهرفي للأغذية، حيث سجلت ارتفاعات تراوحت ما بين 3.47% وحتى 9.97%، ويعود ذلك إلى أخبار إيجابية أو توقعات مستقبلية مشجعة حول أداء تلك الشركات، بالإضافة إلى تحسن مؤشرات ربحيتها، مما جذب اهتمام المستثمرين.

في المقابل سجلت بعض الشركات انخفاضًا في تعاملاتها وكانت في مقدمتها شركات مسار، وسبكيم العالمية، وأنابيب السعودية، ومرافق، ونماء للكيماويات، وهو ما قد يُعزى إلى ضغوط بيعية أو تأثرها بعوامل داخلية تخص نتائجها أو تحركات المضاربين في السوق، حيث تراوحت نسب الانخفاض بين 3.47% و9.97%.

من حيث حجم التداول، كانت شركات الباحة، وأمريكانا، وشمس، وباتك، وأرامكو السعودية الأكثر نشاطًا من حيث الكمية، مما يشير إلى وجود اهتمام لافت بهذه الأسهم من فئات متعددة من المستثمرين، سواء الأفراد أو المؤسسات، نتيجة لمستجدات أو فرص متوقعة، أما من حيث قيمة التداول، فقد تصدرت شركات الراجحي، وأكوا باور، وأرامكو السعودية، والمواساة، والإنماء المشهد، في تأكيد على جاذبيتها الاستثمارية ومتانة مراكزها المالية.

على صعيد آخر سجل مؤشر السوق الموازية "نمو" أيضًا أداءً إيجابيًا، حيث أغلق مرتفعًا بمقدار 129.67 نقطة، ليصل إلى مستوى 28142.99 نقطة، مع تداولات بلغت قيمتها 37 مليون ريال، وحجم تداول بلغ مليوني سهم، ويأتي هذا الارتفاع ليعزز من ثقة المستثمرين في الشركات الصغيرة والمتوسطة المدرجة في "نمو"، والتي بدأت تكتسب زخمًا متزايدًا من خلال دعم برامج التوسع والنمو داخل المملكة.

تعكس هذه النتائج الإيجابية في مؤشرات السوق الرئيسية والموازية استقرارًا نسبيًا في بيئة التداول رغم التحديات العالمية المتمثلة في تقلبات أسعار النفط، وتذبذب الأسواق العالمية، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية، كما أن تحركات المؤشرات تدل على مرونة السوق السعودية، التي تواصل تأكيد مكانتها كأحد أكبر الأسواق المالية في الشرق الأوسط من حيث السيولة وعدد الشركات المدرجة والشفافية التنظيمية.

يُتوقع أن تواصل السوق السعودية مسارها المتوازن خلال الفترة المقبلة، مدعومة بالإصلاحات الاقتصادية التي تقودها رؤية المملكة 2030، وبرامج تنويع الاقتصاد، وتحفيز بيئة الاستثمار، إلى جانب النمو في أداء قطاعات حيوية مثل البنوك والطاقة والبتروكيماويات والاتصالات، كما أن الاستعدادات الجارية لطرح شركات جديدة للاكتتاب العام قد تسهم في استقطاب المزيد من رؤوس الأموال المحلية والدولية، مما يعزز من عمق السوق وفاعليته.

في المجمل جاء إغلاق السوق اليوم ليعكس حالة من الترقب الإيجابي بين المتعاملين، واستجابة مرنة لمجريات الاقتصاد المحلي والعالمي، وسط تفاؤل باستمرار الزخم خلال الجلسات القادمة، مع ترقب بيانات مالية جديدة قد ترسم ملامح الاتجاه العام للأسهم في النصف الثاني من العام الجاري.