في ظل التقلبات الجوية التي تشهدها المملكة خلال هذه الأيام، أعلنت جامعة القصيم عن تحويل الدراسة الحضورية في جميع مقراتها إلى نظام "التعليم عن بُعد" ليوم غدٍ الأحد، الموافق السادس من شهر ذي القعدة لعام 1446هـ، وجاء هذا القرار الاستباقي حفاظًا على سلامة الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس، نظرًا للظروف المناخية غير المستقرة التي تؤثر على منطقة القصيم.
وأوضحت الجامعة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن هذا الإجراء يأتي استجابة مباشرة للتحذيرات الصادرة من المركز الوطني للأرصاد، بشأن موجة من التقلبات المناخية المتوقعة، والتي قد تتضمن نشاطًا في الرياح المثيرة للأتربة والغبار، وانخفاضًا في مدى الرؤية الأفقية، ما قد يؤثر سلبًا على الحركة المرورية وسلامة التنقل داخل المدن والمحافظات التابعة للمنطقة.
وكانت منطقة القصيم قد شهدت عصر اليوم السبت، عاصفة ترابية شديدة غطت سماء عدد من المحافظات، ما أدى إلى تدني مستوى الرؤية بشكل كبير، وصاحبت هذه العاصفة رياح نشطة وقوية، أثارت الأتربة والغبار، مما زاد من صعوبة القيادة والحركة في الطرق العامة، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو توثق لحظات قدوم العاصفة، التي أثرت على الحياة اليومية للسكان، وأدت إلى إرباك في بعض الأنشطة العامة، لا سيما في الطرق المفتوحة والمناطق الزراعية.
وأكد عدد من الأهالي أن موجة الغبار المفاجئة تسببت في إغلاق بعض المحال التجارية مؤقتًا، في حين فضّل الكثير من المواطنين والمقيمين البقاء في منازلهم تجنبًا للتعرض لمضاعفات صحية، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية مثل الربو والحساسية.
كما لم تقتصر الأحوال الجوية المتقلبة على منطقة القصيم فحسب، بل امتدت لتشمل منطقة الباحة، التي شهدت اليوم السبت هطول أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة، مصحوبة بزخات من البَرَد وعواصف رعدية، وقد شملت الأمطار أجزاء متفرقة من مدينة الباحة وضواحيها، إلى جانب عدة محافظات منها بلجرشي، والعقيق، والقرى، وبني حسن، والمندق، والمخواة، وقلوة، والحجرة، وغامد الزناد، بالإضافة إلى المراكز التابعة لها.
وساهمت هذه الأجواء الممطرة في تلطيف درجات الحرارة، كما جذبت أعدادًا من الزوار إلى المنتزهات الطبيعية التي امتلأت بالمياه الجارية والمناظر الخلابة، في المقابل، حذرت الجهات المختصة من الاقتراب من مجاري السيول والأودية، ودعت إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة في الطرق الجبلية والمنحدرة.
كما تأثرت منطقة جازان أيضًا بحالة جوية مماثلة، حيث هطلت مساء اليوم أمطار غزيرة صاحبتها عواصف رعدية على عدد من محافظاتها، وتركزت الأمطار بشكل خاص في محافظتي الحُرّث والعارضة، بالإضافة إلى العديد من المراكز والقرى المجاورة، وشوهدت السيول وهي تجري في الأودية، وسط تحذيرات مستمرة من الدفاع المدني تدعو إلى تجنب مجاري المياه وعدم المجازفة بعبور الأودية.
وتتابع الجهات المختصة، من بينها المركز الوطني للأرصاد والدفاع المدني، تطورات الحالة الجوية أولاً بأول، حيث تواصل إصدار التنبيهات والتحذيرات عبر منصاتها الرسمية، بهدف رفع مستوى الجاهزية والاستجابة السريعة لأي طارئ قد ينجم عن هذه الظروف المناخية.
كما أكدت وزارة التعليم أن قرارات تعليق أو تحويل الدراسة إلى التعليم عن بُعد تُتخذ بالتنسيق مع الجهات المعنية في كل منطقة، وذلك لضمان استمرار العملية التعليمية من دون تعريض الطلاب والمعلمين لأي مخاطر محتملة.
ويُعد قرار جامعة القصيم نموذجًا للاستجابة السريعة والمسؤولة من قبل المؤسسات التعليمية في المملكة، حيث يُراعي هذا النوع من الإجراءات مبدأ "السلامة أولًا"، دون أن يؤثر على سير الدراسة الأكاديمية، ومن المنتظر أن تستمر الجامعة في متابعة تطورات الحالة الجوية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لاحقة بالتنسيق مع الجهات الرسمية، لضمان سلامة منسوبيها.