كشفت حملة تفتيشية مفاجئة نفذتها أمانة محافظة جدة عن كارثة صحية محتملة تهدد سكان المحافظة، حيث تمكنت الفرق الرقابية من ضبط كميات ضخمة من اللحوم الفاسدة ومجهولة المصدر تتجاوز 9.6 أطنان كانت مخبأة في مواقع عشوائية بنطاق بلدية أم السلم الفرعية، وتعكس هذه الضبطية النوعية الجهود الحثيثة التي تبذلها أمانة جدة لحماية الصحة العامة ومكافحة الممارسات غير القانونية في تداول المواد الغذائية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف مما يضاعف من خطورة تداول اللحوم الفاسدة على صحة المستهلكين، وقد أثارت هذه الضبطية تساؤلات حول مدى انتشار هذه الظاهرة وتأثيراتها المحتملة على الصحة العامة في المنطقة.
أظهرت تفاصيل الحملة التفتيشية اكتشاف ثلاثة منازل شعبية تم تحويلها بشكل غير قانوني إلى مستودعات سرية لتخزين وتوزيع المواد الغذائية الفاسدة، حيث عثرت الفرق الرقابية في موقعين منها على 9,200 كجم من اللحوم الفاسدة ومجهولة المصدر كانت مخزنة داخل 25 ثلاجة كبيرة، وتنوعت هذه اللحوم بين لحوم حمراء ودواجن مجمدة، ولم تحمل أي بيانات توضح مصدرها أو تاريخ إنتاجها أو صلاحيتها، مما يشكل خطراً داهماً على صحة المستهلكين، وقد قامت البلدية الفرعية فوراً بإتلاف جميع هذه الكميات المضبوطة وفقاً للإجراءات النظامية المتبعة، والتواصل مع المسؤولين عن هذه المواقع لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم، حيث قد تصل العقوبات إلى غرامات مالية كبيرة وإغلاق المواقع المخالفة بشكل نهائي.
وأسفرت مداهمة الموقع الثالث عن ضبط 420 كجم إضافية من المواد الغذائية منتهية الصلاحية، اشتملت بشكل رئيسي على منتجات دواجن مجمدة مجهولة المصدر كانت مخزنة في ظروف غير صحية ودون مراعاة لاشتراطات التخزين السليم، وقد تمت على الفور عملية إتلاف جميع هذه المنتجات للحيلولة دون تسربها إلى الأسواق المحلية، كما استكملت الفرق الرقابية بالأمانة الإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات، والتي تشمل تطبيق العقوبات المقررة بحق المخالفين، وإخضاع الموقع لمزيد من الرقابة لضمان عدم تكرار المخالفة، وتوعية المسؤولين عن المواقع بخطورة ما يقومون به على الصحة العامة.
وفي إطار الاستفادة من المواد الغذائية الصالحة للاستهلاك التي وُجدت في هذه المواقع، صرحت أمانة محافظة جدة بأن الفرق الرقابية صادرت 900 صندوق من المواد الغذائية والاستهلاكية التي ثبتت صلاحيتها للاستخدام الآدمي، والتي تنوعت ما بين مواد غذائية جافة ومشروبات ومنظفات وأدوات منزلية وحليب أطفال، وتم تسليم هذه المواد إلى الجمعية الخيرية في المنطقة للاستفادة منها في خدمة المحتاجين والأسر ذات الدخل المحدود، مما يعكس حرص الأمانة على عدم إهدار المواد الصالحة والاستفادة منها في أوجه الخير، وهو نهج تتبعه أمانة جدة في مختلف حملاتها التفتيشية لتعظيم الاستفادة من المصادرات الصالحة.
وفي إطار جهودها المستمرة لحماية صحة المستهلكين، دعت أمانة محافظة جدة المواطنين والمقيمين إلى ضرورة التأكد من مصدر المنتجات الغذائية وصلاحيتها قبل شرائها، وشددت على أهمية شراء اللحوم والمواد الغذائية من المصادر المرخصة والموثوقة فقط، كما أكدت على استعدادها لتلقي البلاغات والشكاوى عن أي مخالفات صحية أو مواقع مشبوهة لتخزين الأغذية عبر تطبيق "بلدي" أو الاتصال بمركز البلاغات الموحد، وشجعت على المشاركة المجتمعية في حماية الصحة العامة من خلال سرعة الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه قد يتعلق بتداول أغذية فاسدة أو مجهولة المصدر، مؤكدة أن حماية صحة المواطنين والمقيمين تأتي في مقدمة أولوياتها.