مفاجأة تقلب حسابات بن نافل قبل كأس العالم للأندية
إنزاجي يوافق على تدريب الهلال: مفاجأة تقلب الحسابات قبل كأس العالم للأندية
كتب بواسطة: محمد وزان |

في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، كشفت تقارير صحفية عن موافقة المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني الحالي لنادي إنتر ميلان، على تولي تدريب نادي الهلال السعودي، بداية من الموسم الكروي الجديد، وهذه الموافقة أربكت خطط إدارة الهلال، برئاسة فهد بن نافل، التي كانت تسعى إلى التعاقد مع مدرب جديد بشكل عاجل، استعدادًا للمشاركة المنتظرة في بطولة كأس العالم للأندية.

وبحسب ما تم تداوله في الساعات الماضية، فإن إنزاجي، الذي يُعد من أبرز الأسماء التدريبية في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، أبدى ترحيبه بخوض تجربة تدريبية جديدة في منطقة الخليج العربي، وتحديدًا في المملكة العربية السعودية، لكنه اشترط توليه المهمة مع انطلاقة الموسم المقبل، وليس خلال الفترة الحالية التي تسبق كأس العالم للأندية.

ويأتي هذا التطور بعد أيام قليلة من إقالة المدرب البرتغالي خورخي خيسوس من منصبه، على خلفية تراجع الأداء وتذبذب النتائج في الفترة الأخيرة، رغم أن الهلال لا يزال ينافس بقوة على صدارة دوري روشن السعودي، وتحتل كتيبة "الزعيم" المركز الثاني في جدول الترتيب برصيد 62 نقطة، بفارق بسيط عن المتصدر، ما يجعل وضع الفريق حساسًا في مرحلة الحسم من الموسم.

ويُنظر إلى اسم إنزاجي على أنه إضافة فنية من العيار الثقيل للنادي، لما يمتلكه من خبرة واسعة على الساحة الأوروبية، وخاصة مع فريق إنتر ميلان الذي قاده إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، ونافس على أكثر من جبهة محلية وقارية، وتأتي موافقة إنزاجي في وقت تتطلع فيه إدارة الهلال إلى مرحلة جديدة تواكب طموحات النادي المتصاعدة، خاصة مع الزخم الكبير الذي يشهده الدوري السعودي بعد انضمام عدد من النجوم العالميين إليه خلال الموسمين الماضيين.

ولكن رغم التفاؤل بموافقة إنزاجي، فإن توقيته طرح العديد من علامات الاستفهام داخل أروقة إدارة الهلال، حيث يجد النادي نفسه في موقف حرج يتطلب التعاقد الفوري مع مدرب يستطيع قيادة الفريق في المرحلة المقبلة، وتحديدًا خلال مشاركته الدولية المرتقبة، فبطولة كأس العالم للأندية، التي تستعد السعودية لاستضافتها، تتطلب تحضيرًا استثنائيًا على المستويين الفني والبدني، ما يدفع الإدارة إلى تسريع عملية اختيار مدرب مؤقت يُمكنه التعامل مع الضغوط العالية والتحديات الدولية.

وفي هذا السياق، قررت إدارة الهلال تكليف النجم السابق محمد الشلهوب، أحد الرموز التاريخية للنادي، بقيادة الفريق في ما تبقى من مباريات دوري روشن، حتى يتم التوصل إلى حل دائم مع الجهاز الفني الجديد، ويُعد الشلهوب شخصية محبوبة داخل النادي، ويحظى بثقة الإدارة والجماهير على حد سواء، لما يمتلكه من تجربة كلاعب وإلمام عميق بخبايا البيت الهلالي، ما قد يسهم في تهدئة الأجواء وتوفير استقرار نسبي حتى نهاية الموسم.

ومن جانبه، التزم الشلهوب الصمت الإعلامي منذ إعلان تكليفه، مفضلًا التركيز على مهمته المؤقتة مع الفريق، خاصة أن الهلال يخوض مرحلة حاسمة من الدوري، تتطلب التركيز والعمل الجماعي، للحفاظ على فرص المنافسة حتى الرمق الأخير.

ويرى مراقبون أن موافقة إنزاجي على تدريب الهلال تمثل نجاحًا كبيرًا لإدارة فهد بن نافل، حتى وإن لم يتحقق الاستلام الفوري للمهمة، لأن التعاقد مع مدرب بهذا الحجم يعكس حجم الطموحات والاستثمارات التي يضخها النادي في سبيل بناء مشروع رياضي مستدام على مستوى عالٍ من التنافسية، ويضيفون أن التعاقد مع اسم بحجم إنزاجي لا يُعد فقط مكسبًا فنيًا، بل أيضًا إعلاميًا وجماهيريًا، في ظل السعي المتواصل للأندية السعودية نحو العالمية وتعزيز جاذبية الدوري السعودي.

ومن ناحية أخرى، تطرح الموافقة المؤجلة لإنزاجي تحديًا لوجستيًا وفنيًا لإدارة الهلال، التي ستكون مطالبة بإيجاد توازن بين التحضير الجيد لكأس العالم للأندية، وتأمين المرحلة الانتقالية من دون أن يفقد الفريق بوصلة الأداء أو يتعرض لأي اهتزاز معنوي.

وفي الوقت ذاته، يتابع جمهور الهلال عن كثب تفاصيل المفاوضات الجارية، مترقبين الإعلان الرسمي عن الصفقة، التي قد تُغير شكل الفريق جذريًا في الموسم المقبل، كما يعول كثيرون على إدارة الهلال في اتخاذ قرار مدروس بشأن المدرب المؤقت أو البديل المؤقت لإنزاجي، لتفادي الوقوع في فخ الارتباك الفني الذي قد ينعكس سلبًا على نتائج الفريق في المدى القريب.

وبهذا، يبدو أن نادي الهلال يقف عند مفترق طرق حاسم: بين الإنجاز القريب والمشروع البعيد، وبين الحفاظ على الاستقرار والرهان على المستقبل، فهل تنجح إدارة بن نافل في عبور هذه المرحلة الحساسة من دون خسائر تُذكر؟ وهل ينجح إنزاجي في ترك بصمة جديدة خارج أوروبا، عندما يبدأ رحلته الرسمية مع الهلال؟ أسئلة مفتوحة تنتظر إجابة في قادم الشهور.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار