وزارة الثقافة
وزارة الثقافة السعودية و"بوتيك" توقعان اتفاقية لإبراز الهوية السعودية
كتب بواسطة: محمد وزان |

في خطوة جديدة تعكس التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو تعزيز حضور الثقافة الوطنية في مختلف القطاعات، وقّعت وزارة الثقافة اتفاقية تعاون مع مجموعة "بوتيك"، الشركة المتخصصة في تشغيل القصور التاريخية وتحويلها إلى وجهات ضيافة فاخرة، بهدف ترسيخ الهوية الثقافية السعودية في هذا القطاع الحيوي.

وجرت مراسم التوقيع اليوم في مقر وزارة الثقافة بحي البجيري التاريخي في الدرعية، بحضور ممثلين من الطرفين، حيث وقّعت الاتفاقية وكيل وزارة الثقافة للشراكات الوطنية وتنمية القدرات، الأستاذة نهى بنت سعيد قطّان، بينما مثّل مجموعة بوتيك الرئيس التنفيذي السيد كريستوف ماريس.

وفي تصريح لها عقب مراسم التوقيع، أكدت الأستاذة نهى قطّان أن هذه الشراكة تأتي في إطار جهود وزارة الثقافة لتمكين ودعم مختلف المبادرات التي تحتفي بالتراث الوطني، وتعمل على إعادة تقديمه بروح عصرية تتماشى مع تطلعات المملكة ورؤيتها الثقافية، موضحة أن التعاون مع "بوتيك" يُعدّ نموذجًا لتكامل القطاعين الحكومي والخاص في خدمة الثقافة السعودية، وإبرازها محليًا وعالميًا.

وأوضحت أن الاتفاقية تسهم في تعزيز الحضور الثقافي في المنشآت الفندقية التابعة لمجموعة بوتيك، من خلال توظيف العناصر التراثية في التصميم والمحتوى والخدمات، بما يعكس العمق الحضاري والتنوّع الثقافي في المملكة.

وقد أعرب السيد كريستوف ماريس، الرئيس التنفيذي لمجموعة بوتيك، عن اعتزازه بالشراكة مع وزارة الثقافة، مشيرًا إلى أن المجموعة تسعى من خلال هذا التعاون إلى تقديم تجربة ضيافة سعودية فريدة، تنطلق من التراث وتتكئ على مفرداته البصرية والسمعية والتاريخية لتشكيل هوية ضيافية راقية.

وأكد أن هذه الشراكة تسهم في تجسيد جوهر المناطق التي تحتضن القصور التابعة للمجموعة، من خلال دمج الثقافة المحلية في مختلف التفاصيل التشغيلية، وهو ما يضيف بعدًا إنسانيًا وثقافيًا لتجربة الضيوف، ويعكس روح المملكة وتراثها العريق.

وتتضمن الاتفاقية مجموعة من البنود التي تضمن دمج الثقافة السعودية في التجربة الفندقية، بدءًا من إدراج الأطباق السعودية في قوائم الطعام، ومرورًا باعتماد الأزياء التراثية للعاملين في القصور، وانتهاءً بتوظيف العناصر الثقافية في التصاميم الداخلية والخارجية.

كما تشمل الشراكة العمل على إبراز الهوية الثقافية للقصور وتحويلها إلى معالم تعكس التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة، إلى جانب تنظيم فعاليات وبرامج فنية وتراثية داخل هذه المنشآت، بما يثري تجربة الزائر ويعمّق فهمه للثقافة السعودية.

وتُعدّ مجموعة بوتيك إحدى المبادرات النوعية لصندوق الاستثمارات العامة، إذ تهدف إلى تطوير وتشغيل سلسلة من القصور التاريخية في المملكة وتحويلها إلى فنادق بوتيك فاخرة، وتشمل محفظة المجموعة عددًا من المعالم البارزة، منها قصر الحمراء في جدة، الذي استضاف العديد من القادة والضيوف رفيعي المستوى، والقصر الأحمر في الرياض، الذي شكّل جزءًا مهمًا من تاريخ الإدارة الحكومية، إضافة إلى قصر طويق الشهير الذي حاز جائزة آغا خان العالمية للهندسة المعمارية.

وتأتي هذه الشراكة كجزء من جهود وزارة الثقافة لتعزيز التكامل مع القطاع الخاص، تحقيقًا لمستهدفات الإستراتيجية الوطنية للثقافة التي أطلقتها الوزارة ضمن إطار رؤية المملكة 2030، والتي تركز على تمكين القطاع الثقافي، والحفاظ على التراث، وتوسيع حضوره الاقتصادي والاجتماعي.

وتسعى الوزارة من خلال هذه المبادرات إلى ربط الثقافة بالمجالات الحيوية الأخرى، مثل السياحة والضيافة والتصميم، وجعلها عنصرًا محوريًا في الهوية الاقتصادية والثقافية للمملكة، بما يعكس صورتها الحديثة أمام العالم، ويعزّز مكانتها كوجهة للثقافة والإبداع.

من خلال هذه الاتفاقية، يتضح التوجه الواضح لوزارة الثقافة نحو تفعيل الثقافة ليس كمجال معرفي فقط، بل كأداة شاملة يمكن دمجها في قطاعات الخدمات والضيافة والاقتصاد الإبداعي، بما يسهم في بناء مجتمع سعودي معتز بتراثه، ومنفتح على العالم في الوقت ذاته.