أول رد فعل من لابورتا
بعد صدمة خروج برشلونة من دوري أبطال أوروبا: أول رد فعل من لابورتا
كتب بواسطة: حكيم حميد |

في لحظة اختلطت فيها مشاعر الحزن بالفخر، خرج رئيس نادي برشلونة الإسباني، خوان لابورتا، عن صمته ليرد على الخروج الصادم لفريقه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الإيطالي، في مباراة دراماتيكية حبست الأنفاس حتى اللحظات الأخيرة، وانتهت بخسارة الفريق الكتالوني بنتيجة 4-3 في لقاء الإياب، ليُقصى من البطولة بعد مجموع مباراتي الذهاب والإياب (7-6) لصالح الإنتر، ورغم الإقصاء المؤلم، ظهر لابورتا بهدوئه المعهود داخل غرفة الملابس، حيث توجّه إلى اللاعبين برسالة مؤثرة عقب نهاية المباراة مباشرة، قال فيها: "يمكنكم الخروج مرفوعي الرأس، الجماهير فخورة جدًا بكم"، لم يكن ذلك مجرد مجاملة، بل محاولة صادقة لاحتواء الإحباط وضخّ شحنة معنوية جديدة في نفوس اللاعبين الذين بذلوا مجهودًا كبيرًا على مدار شوطي المباراة.

وبرشلونة دخل المواجهة بثقة كبيرة بعد نتيجة الذهاب (3-3) في ملعبه "لويس كومبانيس مونتجويك"، وكان يكفيه الفوز أو التعادل بنتيجة أقل من ثلاثة أهداف للوصول إلى النهائي، لكن سيناريو المباراة خالف التوقعات، إذ قدّم إنتر ميلان أداء هجوميًا شرسًا وسط أجواء حماسية من الجماهير الإيطالية، ليتفوق على الضيف الإسباني بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، ورغم الأداء القوي الذي قدّمه لاعبو برشلونة، إلا أن الأخطاء الدفاعية في الدقائق الأخيرة كلفت الفريق هدفًا قاتلًا حرمه من التأهل إلى المباراة النهائية، ومع ذلك، يرى لابورتا أن ما قدّمه الفريق كان كافيًا للشعور بالفخر، مؤكدًا على أن النادي سيستمر في مشروعه الرياضي، وسيعود بقوة في البطولات القادمة.

وتوقيت الخروج الأوروبي لم يكن مناسبًا لبرشلونة، إذ يأتي قبل أيام قليلة من مواجهة الكلاسيكو المنتظرة أمام الغريم الأزلي ريال مدريد في الجولة 35 من الدوري الإسباني، وهي مباراة حاسمة يمكن أن تؤثر على صراع الصدارة وتحديد مصير لقب الليغا هذا الموسم، ومن هنا، بدا تدخل لابورتا ضروريًا، ليس فقط لرفع الروح المعنوية، بل لإعادة التركيز على الاستحقاقات المتبقية، وفي حديثه مع اللاعبين، شدد على أهمية التماسك وعدم الانكسار، مضيفًا: "سنكرر المحاولة وسنؤدي بشكل أفضل"، في إشارة إلى أن مشروع برشلونة لا يزال في طور التكوين، وأن الخروج الأوروبي لا يعني نهاية الطريق، بل مجرد محطة للتعلّم والنضوج.

ومنذ عودة لابورتا إلى رئاسة برشلونة، تبنّى مشروعًا طموحًا لإعادة بناء الفريق بعد سنوات من التذبذب الفني والمالي، وقد نجح النادي في تعزيز صفوفه بلاعبين شباب وبعض العناصر ذات الخبرة، وظهرت بوادر هذا المشروع في التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال بعد غياب عن الأدوار المتقدمة، وفي المنافسة الشرسة على لقب الدوري، ورغم الخروج الأوروبي، فإن الأداء الهجومي للفريق بقيادة المدرب تشافي هيرنانديز لاقى إشادة واسعة من المراقبين، حيث أظهر الفريق شخصية قوية في واحدة من أصعب الملاعب الأوروبية، ويبدو أن لابورتا مقتنع بأن هذا الجيل من اللاعبين قادر على صناعة مجد جديد للنادي، شريطة الحفاظ على الاستقرار الفني والاقتصادي.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تراوحت ردود فعل جماهير برشلونة بين الحزن على الخروج من البطولة المفضلة، وبين الإشادة بما قدمه الفريق أمام إنتر ميلان، عدد كبير من المشجعين أعربوا عن امتنانهم لجهود اللاعبين، واعتبروا أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح، ما يعكس تناغمًا غير مسبوق بين الإدارة والجماهير واللاعبين، وهذا التكاتف هو ما حاول لابورتا البناء عليه في رسالته، حين أكد أن "الجماهير فخورة بكم"، واضعًا اللاعبين أمام مسؤولية معنوية أكبر في المباريات المقبلة، وأولها لقاء ريال مدريد المنتظر.

وقد انتهت رحلة برشلونة في دوري الأبطال عند عتبة نصف النهائي، لكنها فتحت أبوابًا جديدة للتفكير في المستقبل، فالفريق أظهر ملامح القوة الذهنية والفنية، والإدارة قدمت دعمًا مطلقًا، والجماهير ما زالت مؤمنة بالحلم، وبين هذا وذاك، برز لابورتا كرئيس لا يبحث عن أعذار أو كبش فداء، بل يتعامل بهدوء وثقة، واضعًا نصب عينيه إعادة برشلونة إلى منصة التتويج الأوروبية، مهما طال الطريق.