في ليلة كروية استثنائية على أرض ملعب سان سيرو، خطف إنتر ميلان بطاقة العبور إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوز مثير على برشلونة الإسباني بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في إياب نصف النهائي، ليحسم بطاقة التأهل بنتيجة إجمالية بلغت سبعة أهداف مقابل ستة في مجموع المباراتين، هذا الإنجاز الكبير لم يكن فقط تتويجًا لأداء اللاعبين، بل كان تأكيدًا على المكانة التي بات يحظى بها المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي داخل أروقة النادي.
والمباراة التي وصفها كثيرون بأنها "ملحمة كروية"، شهدت إثارة متواصلة من البداية وحتى اللحظات الأخيرة، حيث تبادل الفريقان التقدم في نتيجة المباراة، قبل أن يحسم إنتر ميلان التأهل بأداء قتالي واستبسال حتى صافرة النهاية، ولكن بعيدًا عن الأهداف والنتائج، خطفت تصريحات رئيس النادي بيبي ماروتا الأنظار، عندما تحدث بثقة عن بقاء إنزاجي على رأس الجهاز الفني، في رسالة واضحة موجهة لنادي الهلال السعودي الذي أبدى رغبته الجادة في التعاقد مع المدرب الإيطالي.
وقال ماروتا في تصريحاته عقب التأهل: "ما شاهدناه اليوم هو تجسيد لروح الفريق الواحد، المدرب واللاعبون والجماهير، الجميع كانوا على قلب رجل واحد، سيميوني إنزاجي هو محور مشروعنا، ولن نفرط به في هذه المرحلة المهمة،" وأضاف: "ما تحقق هو ثمرة عمل متكامل، وإنزاجي يستحق التقدير، وسنواصل معه ما بدأناه"، وتصريحات رئيس إنتر ميلان جاءت في وقت تتصاعد فيه الأنباء حول مفاوضات نادي الهلال السعودي مع المدرب الإيطالي، لخلافة المدرب البرتغالي خورخي خيسوس الذي أنهى النادي علاقته به مؤخرًا، الهلال، الطامح إلى تعزيز صفوفه بجهاز فني عالمي يقوده في الاستحقاقات القادمة، وجد في إنزاجي اسمًا مناسبًا بفضل سجله الأوروبي الحافل والتكتيك المتوازن الذي يقدمه على أرض الملعب.
غير أن التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وبلوغ إنتر هذا المستوى العالي من المنافسة، ألقى بثقله على طاولة المفاوضات، حيث أصبح من شبه المستحيل، بحسب متابعين، أن يغادر إنزاجي المشروع الذي قاده إلى قمة القارة، خاصة مع اقتراب تجديد عقده لموسمين إضافيين، وهو ما أكده ماروتا ضمنيًا دون الإفصاح عن التفاصيل الدقيقة، ومن جانبه، لم يعلق إنزاجي بشكل مباشر على مسألة مستقبله، مكتفيًا بالإشادة بأداء لاعبيه وشكرهم على الروح القتالية التي أظهروها أمام برشلونة، وقال: "لقد كانت واحدة من أصعب المباريات في مسيرتي، ولكننا أظهرنا شخصية البطل، وأنا فخور بفريقي".
والجماهير بدورها أبدت سعادتها الغامرة بالتأهل للنهائي، حيث احتشدت الآلاف خارج الملعب عقب نهاية المباراة للاحتفال مع اللاعبين، مرددة اسم إنزاجي الذي بات رمزًا للثبات والنجاح داخل القلعة الزرقاء والسوداء، وبينما تستعد الجماهير لموعد النهائي الأوروبي الكبير، تبقى الأنظار موجهة إلى ما سيؤول إليه مصير المدرب الإيطالي، رغم أن كل المؤشرات الحالية تؤكد أن إنزاجي باقٍ في ميلانو، وأن الهلال السعودي قد يضطر إلى البحث عن اسم بديل يقود مشروعه الطموح.
