غرفة تجارة الأردن
"تجارة الأردن" تبحث مع السفارة التونسية تعزيز التعاون وتنشيط المبادلات التجارية
كتب بواسطة: رضا سمكي |

شهدت العاصمة الأردنية عمان، لقاءً اقتصادياً مهماً بين مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن والسفيرة التونسية لدى المملكة، مفيدة الزريبي، جرى خلاله بحث سبل تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وتعزيز التعاون بين القطاعين الخاصين الأردني والتونسي، وفي اللقاء الذي عقد في مقر الغرفة، أكد رئيس غرفة تجارة الأردن، العين خليل الحاج توفيق، أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بين عمان وتونس، عبر تفعيل الأدوات المشتركة القائمة، واستحداث آليات تعاون جديدة تستجيب لمتغيرات المرحلة، بما ينعكس على حجم المبادلات التجارية، ويعزز من حضور الاستثمارات المتبادلة في كلا البلدين.

وأشار الحاج توفيق إلى أن القطاع التجاري والخدمي الأردني يتطلع إلى توسيع قاعدة التعاون مع نظيره التونسي، عبر شراكات استراتيجية مستدامة تُبنى على أسس متينة من التنسيق وتبادل المصالح، موضحاً أن غرفة تجارة الأردن تسعى إلى تكثيف الجهود مع الجانب التونسي للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة، وتحديد أولويات القطاعات المستهدفة بالتعاون.

وشدد رئيس الغرفة على ضرورة تفعيل مجلس الأعمال الأردني التونسي الذي وُقِّع عام 1996، لكنه لم يحقق الدور المرجو منه حتى الآن، داعياً إلى إعادة ترتيب أعمال المجلس، ليكون منصة عملية لتبادل الخبرات والفرص الاستثمارية، وتنظيم بعثات تجارية مشتركة، كما كشف الحاج توفيق عن نية الغرفة تنظيم بعثة تجارية أردنية إلى تونس خلال العام الحالي، بالتنسيق مع السفارة التونسية، مشيراً إلى أن البعثة ستركز على قطاعات واعدة من بينها الملابس، والمواد الغذائية، والسياحة، والإنشاءات، والكهربائيات، وغيرها من المجالات ذات الأولوية.

ومن جهتها، أعربت السفيرة التونسية مفيدة الزريبي عن حرص بلادها على تطوير التعاون الاقتصادي مع الأردن، مؤكدة أهمية تعزيز التنسيق مع غرفة تجارة الأردن في مختلف المجالات التي تسهم في الارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية، وأكدت الزريبي، خلال اللقاء، ضرورة تكثيف اللقاءات وتبادل المعلومات حول الفرص الاستثمارية المتاحة لدى الجانبين، مشددة على أهمية استكشاف المزيد من الفرص وتوسيع دوائر الشراكة، عبر تنظيم لقاءات مباشرة بين أصحاب الأعمال في كلا البلدين.

كما لفتت إلى أن البلدين يمتلكان مقومات تكامل اقتصادي حقيقي، يمكن أن يسهم في خلق بيئة استثمارية جاذبة تخدم مصالح الجانبين وتفتح آفاقاً جديدة أمام رواد الأعمال، وخلال الاجتماع، دعا أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن إلى ضرورة إزالة العقبات التي تعيق حركة التجارة البينية، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية والمشتركة الموقعة بين الجانبين، بما يسهم في فتح قنوات جديدة للتبادل التجاري وتحقيق التكامل الاقتصادي.

وشدد الأعضاء على أهمية التعاون في مجالات النقل واللوجستيات، خصوصاً ما يتعلق بتسهيل الوصول إلى الأسواق الإقليمية، وخاصة الأسواق الأفريقية، مشيرين إلى أن تونس، بحكم ارتباطها باتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول الأفريقية، قد تشكّل بوابة مهمة للأردن للانطلاق نحو تلك الأسواق، كما اقترحوا إنشاء خط بحري مباشر بين الأردن وتونس، لما له من أهمية في تسهيل حركة التصدير والاستيراد بين البلدين، وخفض الكلف اللوجستية التي تمثل تحدياً حقيقياً أمام نمو التبادل التجاري.

وأكد أعضاء المجلس ضرورة إقامة مشاريع استثمارية مشتركة في مجالات السياحة، الزراعة، والصناعات الغذائية، وهي قطاعات تحظى بفرص نمو كبيرة في كلا البلدين، مؤكدين في الوقت ذاته ضرورة تطوير البنية التحتية السياحية، وتوفير خطوط جوية مباشرة ومنخفضة الكلفة لتشجيع السياحة المتبادلة وزيادة تدفق السياح، كما شددوا على أهمية الترويج المشترك للفرص الصناعية في مجالات التخزين، الصناعة التحويلية، والخدمات اللوجستية، والتي من شأنها خلق بيئة محفزة للمستثمرين من البلدين، وتعزيز فرص النمو والتوسع الإقليمي.

ويُعَد هذا اللقاء خطوة جديدة ضمن سلسلة اللقاءات التي تسعى غرفة تجارة الأردن من خلالها إلى توسيع شبكة العلاقات الاقتصادية للمملكة، وتحقيق شراكات فاعلة مع دول المنطقة، وتبقى الآمال معلّقة على الإرادة المشتركة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والدولية التي تتطلب مزيداً من التعاون والتكامل بين الأشقاء.