طائرة الرئيس الصربي
مسار جوي معقد لطائرة الرئيس الصربي وسط تصاعد التوترات
كتب بواسطة: سوسن شرف |

أقلعت طائرة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش من العاصمة الأذربيجانية باكو متجهة إلى موسكو بعد هبوط اضطراري، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن وسائل إعلام صربية، وجاء هذا التطور بعد سلسلة من الأحداث الدبلوماسية والأمنية المعقدة التي أحاطت بالرحلة، ما أثار تساؤلات حول أبعادها السياسية والأمنية.

وكانت الطائرة قد اضطرت للهبوط في باكو بعد مواجهة عراقيل في مسارها الجوي، حيث أشارت مصادر صربية إلى أن الطائرة لم تحصل على تصريح بالإقلاع في البداية، نتيجة تهديدات أمنية لم يُفصح عن طبيعتها بشكل دقيق.

وذكرت بوابة "إنفورمر" الإخبارية أن القرار بالهبوط جاء بعد تقارير عن نشاط مكثف لأنظمة الدفاع الجوي الروسي في المنطقة، ما أثار قلق الطاقم والمسؤولين المرافقين للرئيس فوتشيتش بشأن سلامة الرحلة.

وفي سياق متصل، كانت صحيفة "فيشيرني نوفوستي" الصربية قد ذكرت سابقًا أن كلًا من ليتوانيا ولاتفيا قررتا إغلاق مجالهما الجوي أمام طائرة الرئيس الصربي، ما فرض تحديات إضافية على الرحلة الرئاسية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار تصاعد التوترات السياسية في أوروبا، خاصة بعد إعلان فوتشيتش نيته حضور عرض النصر العسكري في موسكو، المقرر في التاسع من مايو، وهو الحدث الذي يمثل رمزية كبيرة للعلاقات بين روسيا وحلفائها.

القرار الليتواني واللاتفي يعكس موقفًا حازمًا تجاه أي دعم أو تقارب مع موسكو، في وقت تشهد فيه القارة الأوروبية توترًا غير مسبوق على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، هذه الخطوة تعد إشارة واضحة إلى رغبة دول البلطيق في تعزيز الضغوط السياسية على روسيا وحلفائها، في محاولة لعزلها دبلوماسيًا وعسكريًا.

وتعتبر زيارة الرئيس فوتشيتش إلى موسكو في هذا التوقيت خطوة جريئة، تعكس رغبته في الحفاظ على علاقات قوية مع موسكو، رغم الضغوط الغربية المتزايدة على بلغراد للابتعاد عن روسيا.

ومن المتوقع أن تشمل الزيارة لقاءً شخصيًا بين الزعيمين فوتشيتش وبوتين، لمناقشة قضايا استراتيجية تشمل التعاون الاقتصادي والعسكري، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية في منطقة البلقان.

ويأتي هذا اللقاء في وقت تسعى فيه روسيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، وسط منافسة غربية متزايدة لكسب حلفاء جدد أو على الأقل تقليل النفوذ الروسي، وتحتل صربيا مكانة خاصة في هذه المعادلة، كونها واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي لم تنضم للعقوبات الغربية ضد موسكو، مما جعلها هدفًا للضغوط الدبلوماسية من الجانبين.

ورغم الانتقادات الدولية، يتمسك فوتشيتش بموقفه القاضي بضرورة الحفاظ على استقلالية القرار الصربي، حيث يواصل تأكيد أهمية العلاقات التاريخية بين بلغراد وموسكو، معتبراً أن هذه الروابط تمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية السياسية والاستراتيجية لصربيا.