شهدت أسواق المال الأمريكية اليوم الأربعاء هزة قوية بعد أن أعلنت شركة أبل عن نيتها إدخال خاصية البحث عبر الذكاء الاصطناعي في متصفحها "سفاري"، مما أدى إلى تراجع حاد في سهم شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، بنسبة تجاوزت 6% خلال تعاملات اليوم في بورصة وول ستريت.
هذا التراجع الكبير في سهم ألفابت يأتي في ظل اعتماد أبل على جوجل كمحرك البحث الافتراضي في متصفح "سفاري" وأجهزتها المختلفة، حيث تدفع جوجل لأبل مليارات الدولارات سنويًا مقابل هذا الامتياز.
إعلان أبل عن استكشافها لإضافة خاصية البحث عبر الذكاء الاصطناعي في متصفحها يشير إلى نيتها تقليل اعتمادها على جوجل، مما يهدد جزءًا كبيرًا من إيرادات ألفابت.
وقد صرح إيدي كيو، نائب الرئيس الأول لخدمات الإنترنت في أبل، بأن الشركة "تستكشف بنشاط" إمكانية دمج تقنيات البحث بالذكاء الاصطناعي في متصفح "سفاري"، مشيرًا إلى أن أبل تدرس التعاون مع شركات مثل OpenAI وAnthropic وPerplexity لتوفير تجارب بحث جديدة.
هذا التوجه من أبل يأتي في وقت تشهد فيه عمليات البحث عبر "سفاري" تراجعًا ملحوظًا، مما يعكس تغيرًا في سلوك المستخدمين وتفضيلاتهم نحو تقنيات البحث الحديثة.
من جانبه، أعرب سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع أبل لدمج محرك الذكاء الاصطناعي "Gemini" في أجهزة آيفون بحلول نهاية العام الجاري، في محاولة للحفاظ على الشراكة بين الشركتين.
ومع ذلك، فإن إعلان أبل عن استكشافها لخيارات بحث بديلة يشير إلى تحول استراتيجي قد يؤثر بشكل كبير على نموذج أعمال جوجل، خاصة في ظل الضغوط التنظيمية المتزايدة التي تواجهها الشركة بشأن ممارساتها الاحتكارية في مجال البحث.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس لشركة ألفابت، التي تواجه تحديات متزايدة في سوق البحث، خاصة مع ظهور منافسين جدد يعتمدون على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يضع ضغوطًا إضافية على الشركة للحفاظ على مكانتها الريادية.
في المقابل، تسعى أبل إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للشركة في تقديم خدمات مبتكرة لمستخدميها، ويعزز من استقلاليتها عن جوجل.
في ظل هذه التحولات، يبقى مستقبل الشراكة بين أبل وجوجل غير مؤكد، مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على سوق البحث والإعلانات الرقمية، ويضع المستثمرين أمام تحديات جديدة في تقييم استراتيجيات الشركتين.