في تطور مفاجئ أربك المشهد الجوي شهدت باكستان صباح اليوم الأربعاء إغلاقًا مفاجئًا لعدد من مطاراتها الرئيسية، ما تسبب في حالة من الشلل شبه التام في حركة الطيران داخل البلاد وخارجها، وجاء القرار في توقيت حساس حيث يستعد الآلاف من المسافرين بمن فيهم حجاج باكستان، للتوجه إلى وجهاتهم الدولية، مما جعل التداعيات أكثر حدة وأثارت موجة من القلق والغضب في صفوف الركاب.
بحسب ما أعلنته سلطات الطيران المدني فقد تم إلغاء أكثر من 25 رحلة جوية حتى الآن، من بينها رحلات كان من المقرر أن تتوجه إلى قطر، الإمارات، والسعودية، في حين بقيت مئات العائلات عالقة في صالات المغادرة بانتظار توضيحات أو مواعيد بديلة، وطالبت الهيئة العامة للطيران المدني في باكستان المواطنين بالتحقق من حالة رحلاتهم قبل التوجه إلى المطارات في محاولة للحد من الازدحام داخل الموانئ الجوية والتخفيف من حدة التوتر بين الركاب.
مشاهد الفوضى والارتباك اجتاحت المطارات التي طالها الإغلاق حيث تداولت وسائل الإعلام المحلية مشاهد لمسافرين متعبين وأطفال نائمين على الأرض وسط غياب شبه تام للمعلومات أو الموظفين المعنيين بخدمة العملاء، وعبّر عدد من الركاب عن إحباطهم من التأخيرات الطويلة، متسائلين عن مصير رحلاتهم وحقوقهم خاصة في ظل الظروف الطارئة التي لم يتم الإعلان عنها مسبقًا.
جاء هذا التطور بعد ساعات فقط من إعلان الجيش الباكستاني عن قيام الهند بشنّ هجمات صاروخية استهدفت ثلاثة مواقع داخل الأراضي الباكستانية وهو ما فاقم من حدة التوتر بين الجارتين النوويتين، وقد أشارت تقارير إعلامية إلى إسقاط طائرتين تابعتين لسلاح الجو الهندي ما يزيد من خطورة الوضع ويدفع إلى احتمالات تصعيد عسكري قد يُحدث تحولات عميقة في المشهد الجيوسياسي للمنطقة.
بينما لم تُعلن الحكومة الباكستانية رسميًا أن الإغلاق مرتبط مباشرة بالتصعيد العسكري، فإن توقيت القرار وسياق الأحداث يرجحان أن يكون الأمن الجوي أحد الاعتبارات الأساسية خلف هذه الخطوة، وقد أكدت السلطات أنها تعمل بشكل عاجل لإعادة فتح المطارات في أقرب وقت ممكن مع التشديد على أن الأولوية القصوى في الوقت الراهن هي لضمان سلامة الركاب والكوادر الجوية.
يُتوقع أن تتواصل تبعات الإغلاق خلال الساعات المقبلة، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى كيفية تعامل الحكومة مع الأزمة، وتحديدًا فيما يتعلق بإجلاء الركاب العالقين وتنظيم جدول الرحلات الجديد، ويرى مراقبون أن الأيام القادمة قد تشهد مزيدًا من الإجراءات الاحترازية، وربما قيودًا إضافية على حركة الطيران، إذا ما استمرت الأوضاع العسكرية في التصعيد، وهو ما قد يؤثر سلبًا على حركة الملاحة الدولية في المنطقة بأسرها.
في ظل هذه الظروف الاستثنائية، يبقى المواطن الباكستاني في قلب الحدث، يعيش القلق من تطورات أمنية غير متوقعة، ويترقب عودة الهدوء الذي يسمح بإعادة الحياة إلى طبيعتها، في الأجواء وعلى الأرض سواء بسواء.