في تطور مفاجئ على الساحة الكروية السعودية، بات البرتغالي خورخي خيسوس، المدرب السابق لنادي الهلال، على أعتاب العودة إلى دوري روشن السعودي، ولكن هذه المرة عبر بوابة نادٍ آخر، في خطوة قد تُحدث صدى واسعًا بين جماهير الزعيم التي لم تتوقع هذا السيناريو.
وبحسب مصادر إعلامية مطلعة، أصبح خورخي خيسوس مرشحًا بارزًا لتولي القيادة الفنية لنادي نيوم الصاعد حديثًا إلى دوري روشن، وذلك بعد أيام قليلة فقط من إقالته من تدريب الهلال، رغم النجاحات اللافتة التي حققها مع الفريق خلال الموسم الماضي، أبرزها قيادة "الزعيم" إلى التتويج بالثلاثية المحلية.
ويأتي هذا التطور بينما يواصل نادي الهلال، وصيف الدوري حتى الآن برصيد 62 نقطة، مساعيه الحثيثة للتعاقد مع مدير فني جديد، بعد قرار الإدارة بإقالة خيسوس، في خطوة أثارت الكثير من الجدل بين جماهير النادي، لا سيما في ظل الأداء المستقر الذي قدّمه الفريق خلال فترة إشرافه.
ويبدو أن إدارة الهلال اتخذت قرار الإقالة بدوافع تتعلق بالتخطيط للموسم المقبل ورغبة في تجديد الأفكار الفنية، إلا أن الخبر الذي خرج من نادي نيوم مؤخراً بخصوص اقتراب خيسوس من التوقيع معهم، قد يُعيد الجدل من جديد حول توقيت القرار ومدى صوابه.
ومن جانبه، يسعى نادي نيوم، الذي نجح في تحقيق الصعود إلى دوري روشن لأول مرة في تاريخه، إلى وضع بصمته سريعًا في الدوري عبر التعاقد مع مدرب مخضرم وذو خبرة، وقادر على قيادة المشروع الطموح للنادي، وتشير التقديرات إلى أن إدارة نيوم تعتبر خيسوس خيارًا مثاليًا لتحقيق هذا الهدف، لما يمتلكه من سجل تدريبي حافل وخبرة في المنافسة على البطولات داخل السعودية.
وقد تُعتبر هذه الخطوة بمثابة رسالة واضحة من نادي نيوم إلى بقية الأندية مفادها أن الفريق لا ينوي لعب دور "الحصان الأسود" فحسب، بل يسعى إلى مقارعة الكبار وكتابة فصل جديد في تاريخ الدوري، ويأتي اسم خيسوس في واجهة الأخبار ليس فقط على مستوى الأندية، بل أيضًا ضمن دائرة الترشيحات لتدريب منتخب البرازيل، بعد نهاية رحلة المدرب السابق، إلا أن غياب الحسم من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم حتى الآن، يفتح الباب أمام عودة خيسوس مجددًا إلى الملاعب السعودية، وخصوصًا في ظل رغبة بعض الأندية في التوقيع معه قبل بداية فترة الإعداد الصيفي.
وتشير التقارير إلى أن خيسوس لا يمانع العودة إلى دوري روشن، خاصة في ظل البيئة التنافسية التي يوفرها الدوري والنهضة الكروية التي تشهدها المملكة، مدفوعة بالدعم الكبير من وزارة الرياضة والمشاريع الكبرى المرتبطة برؤية السعودية 2030، ومن جانبها، لم تُخفِ جماهير الهلال صدمتها من تداول أنباء ارتباط خيسوس بنادي آخر في الدوري، وخصوصًا بعد الأداء القوي الذي قدّمه الفريق في الموسم الماضي تحت قيادته، حيث تُوج بلقب دوري روشن، كأس الملك، وكأس السوبر السعودي، ويرى عدد من المحللين أن الهلال ربما استعجل في قرار الإقالة، وأن انتقال خيسوس إلى منافس محتمل مثل نيوم قد يُكلف الزعيم غالياً في الموسم المقبل.
وفي المقابل، يرى آخرون أن النادي يسير وفق رؤية استراتيجية واضحة، وأن المدرب القادم سيكون على قدر الطموحات، خاصة مع قرب انطلاق سوق الانتقالات الصيفية، وما يتطلبه ذلك من وضوح في القيادة الفنية للفريق، ومع دخول نيوم إلى دائرة الكبار، فإن التحديات ستكون جسيمة، خاصة من حيث التأقلم مع نسق دوري روشن الذي يضم عددًا من أقوى الأندية في المنطقة، مثل الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وبالتالي، فإن التعاقد مع مدرب بحجم خيسوس قد يمنح الفريق دفعة معنوية وفنية كبيرة، ويساعد على تثبيت أقدامه سريعًا في أجواء المنافسة.
وإلى جانب القيادة الفنية، من المنتظر أن تشهد الفترة القادمة تحركات واسعة من قبل إدارة نيوم لدعم صفوف الفريق بلاعبين محليين وأجانب، بما يتناسب مع تطلعات النادي في موسمه الأول بين الكبار، ويعد المدرب خورخي خيسوس من أبرز الأسماء في الساحة التدريبية خلال العقدين الأخيرين، حيث سبق له الإشراف على عدد من الأندية الكبرى في البرتغال مثل بنفيكا وسبورتينغ لشبونة، كما قاد فلامنغو البرازيلي إلى التتويج بعدة بطولات محلية وقارية، أبرزها كأس ليبرتادوريس.
وفي تجربته الأخيرة مع الهلال، نجح خيسوس في فرض أسلوب لعب هجومي ومنظم، وقاد الفريق لتحقيق الثلاثية المحلية، إضافة إلى بلوغ مراحل متقدمة في البطولات القارية، ومع استمرار الغموض حول مستقبل خيسوس بين العروض الدولية والمحلية، يبقى السؤال المطروح: هل نشهد عودته إلى دوري روشن من بوابة نادي نيوم؟ وهل سيتحول المدرب البرتغالي إلى ورقة رابحة بيد الوافد الجديد تهز استقرار الكبار؟
في كل الأحوال، يبدو أن سوق المدربين في السعودية بات أكثر سخونة، وأن المنافسة في الموسم المقبل ستكون مختلفة كليًا، سواء على مستوى النجوم في الملعب أو على دكة البدلاء.