في عملية أمنية نوعية تعكس يقظة وجاهزية رجال حرس الحدود، تمكنت الدوريات البرية في قطاع الربوعة بمنطقة عسير من إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من نبات القات المحظور، كانت في طريقها لاختراق الحدود السعودية، العملية أسفرت عن القبض على عشرة مخالفين لنظام أمن الحدود ينتمون إلى الجنسيتين اليمنية والإثيوبية، وذلك في واقعة تؤكد استمرار محاولات التهريب واستهداف أمن واستقرار البلاد، في الوقت الذي تتصدى فيه الأجهزة الأمنية لكل ما يمس أمن المجتمع وصحته.
التفاصيل التي تكشفت بعد العملية تشير إلى أن المهربين العشرة حاولوا استغلال تضاريس المنطقة الحدودية الوعرة، مستغلين الظلام وبعض الممرات الجبلية، لنقل شحنة تقدر بنحو 200 كيلوجرام من نبات القات، إلا أن رجال حرس الحدود بفضل خبرتهم الميدانية واحترافيتهم العالية، كانوا لهم بالمرصاد، فقد تم رصد تحركاتهم بدقة وتم التنسيق الميداني بين وحدات الرصد والدوريات البرية بشكل احترافي، ما أدى إلى إحباط المحاولة وضبط المتورطين قبل أن يتمكنوا من التوغل داخل الأراضي السعودية.
بحسب مصادر مطلعة فقد تم استكمال كافة الإجراءات النظامية الأولية بحق المقبوض عليهم، وتم تسليمهم مع المضبوطات إلى جهة الاختصاص، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية بحقهم، هذه العملية تأتي في سياق جهود متواصلة تبذلها الجهات الأمنية السعودية وخاصة حرس الحدود، في التصدي لعمليات التهريب بمختلف أنواعها لا سيما تلك التي تستهدف تهريب المواد الممنوعة والمؤثرة على الصحة العامة.
تعكس هذه الحادثة تحديات العمل الأمني على الحدود الجنوبية للمملكة والتي تشهد من حين لآخر محاولات تسلل وتهريب يقوم بها أفراد أو شبكات منظمة، لكن يقظة رجال الأمن وقدرتهم على التعامل مع مثل هذه الحالات بحزم وحرفية تبقى عنصرًا حاسمًا في إحباطها، وليس من السهل السيطرة على شريط حدودي طويل ومتنوع التضاريس إلا أن العمل المتكامل بين التكنولوجيا المتطورة والعناصر البشرية المدربة يخلق شبكة رقابية مشددة على مدار الساعة.
ما يدعو للتقدير في هذه الواقعة هو الطريقة السريعة والفعالة التي تعامل بها حرس الحدود مع الوضع، حيث لم تقتصر العملية على الرصد والملاحقة فقط بل شملت تنفيذ خطة ميدانية محكمة ضيقت الخناق على المهربين وأفقدتهم القدرة على المناورة أو الهروب، ومن الواضح أن هناك تطورًا كبيرًا في أساليب العمل الأمني يشمل استخدام أنظمة المراقبة الحديثة، والطائرات بدون طيار، إلى جانب التعاون والتنسيق المستمر بين الأجهزة المختلفة.
في حين أن القات لا يُعتبر من المخدرات المصنفة دوليًا إلا أن المملكة تصنفه ضمن المواد المحظورة لاحتوائه على مركبات منبهة تؤثر على الجهاز العصبي، وقد يتسبب في الإدمان والأضرار الصحية والنفسية الخطيرة، ولهذا فإن جهود الجهات المختصة في مكافحة تهريبه تأتي في إطار أوسع لحماية المجتمع من السموم وتحصين الأفراد من الوقوع ضحايا للمواد المؤثرة على الصحة والسلامة العامة.
ختامًا تبقى مثل هذه العمليات الأمنية الصارمة رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد أو المساس بصحة المجتمع، ورجال حرس الحدود بخبرتهم العالية وشجاعتهم، يواصلون أداء واجبهم الوطني في حماية تراب هذا الوطن، والتصدي بحزم لكل من يحاول اختراق حدوده أو إدخال ما من شأنه الإضرار بأفراده.