في مشهد استثنائي من الفخر والإنجاز، تحتفل جامعة حائل مساء يوم الثلاثاء 13 مايو 2025 بتخريج الدفعة العشرين من طلبتها، والتي تُعد الأضخم في تاريخ الجامعة منذ تأسيسها، وذلك تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل، في البرج الإداري بالمدينة الجامعية، ويأتي هذا الحفل ليمثل نقطة تحول تاريخية في مسيرة جامعة حائل، إذ يشهد تخريج 8434 طالبًا وطالبة من مختلف الكليات والتخصصات، وهو الرقم الأكبر في سجلات الجامعة منذ إنشائها، ما يعكس حجم التوسع الذي شهدته الجامعة، وتنامي قدراتها الأكاديمية، وتطور بيئتها التعليمية خلال السنوات الأخيرة.
وأكد الدكتور زيد بن مهلهل الشمري، رئيس جامعة حائل المكلّف، أن رعاية سمو أمير المنطقة لهذا الحفل تمثل تجسيدًا حقيقيًا للدعم الذي توليه القيادة الرشيدة للتعليم العالي، وتعبيرًا عن الاهتمام المتواصل بتحفيز المؤسسات التعليمية للقيام بدورها التنموي في إعداد الكفاءات الوطنية المؤهلة، وأوضح "الشمري" أن هذا الحدث الجامعي الكبير لا يُعد مناسبة للاحتفال فحسب، بل هو محطة اعتزاز بمنجزات الجامعة، وثمرة عمل دؤوب وتكامل جهود أعضاء هيئة التدريس، والطاقم الإداري، والطلبة على مدى سنوات من الدراسة، في سبيل تخريج نخبة من الشباب والشابات المستعدين للمشاركة بفعالية في بناء مستقبل المملكة.
وأشار إلى أن الجامعة، ومن خلال برامجها ومبادراتها، تسعى بشكل حثيث إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، عبر التركيز على الجودة الأكاديمية، وتأهيل الخريجين لسوق العمل، وتطوير البحوث التطبيقية، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وتُعد الدفعة العشرون متميزة ليس فقط من حيث العدد، بل من حيث تنوع التخصصات الأكاديمية التي تشمل كليات الطب والهندسة وعلوم الحاسب وإدارة الأعمال والعلوم الإنسانية والتطبيقية، وهو ما يعكس توسع قاعدة الجامعة وقدرتها على تلبية احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي.
وتُشير البيانات الرسمية إلى أن الجامعة شهدت خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعاً متسارعًا في أعداد المقبولين والخريجين، نتيجة لتطوير البيئة التعليمية، وتوسيع البرامج الأكاديمية، ورفع كفاءة الأداء الإداري والتقني داخل الكليات، ويُشكل تخريج هذا العدد من الطلبة دفعة قوية للمنطقة من حيث توفير كوادر بشرية مؤهلة في مختلف القطاعات، لا سيما في التخصصات الصحية والهندسية والتقنية، والتي تُعد من الركائز الأساسية في أي خطة تنموية.
كما تسعى الجامعة إلى تعزيز دورها كمؤسسة تنموية متكاملة، من خلال إطلاق عدد من المبادرات المجتمعية والبحثية، التي تهدف إلى ربط مخرجات التعليم العالي باحتياجات المجتمع، وتحفيز الطلبة على الانخراط في قضايا التنمية المحلية، وتمكينهم من أدوات التفكير النقدي والعمل الجماعي والابتكار، ومن المتوقع أن يشهد الحفل حضورًا واسعًا من قيادات التعليم والمسؤولين في المنطقة، وأولياء أمور الطلبة، وأعضاء هيئة التدريس، وممثلي المجتمع المحلي، في احتفالية مهيبة تُجسد فرحة الخريجين والخريجات بيوم الحصاد، وتتوج سنوات من الجهد والمثابرة.
وستتضمن فقرات الحفل عددًا من الكلمات الرسمية، والعروض المرئية التي تستعرض منجزات الجامعة، ومسيرة الطلبة خلال مراحلهم الدراسية، إلى جانب تسليم الشهادات والتقاط الصور التذكارية التي توثق هذا الحدث الفريد في ذاكرة الجامعة والمنطقة، منذ تأسيسها، حرصت جامعة حائل على أن تكون نموذجًا أكاديميًا رائدًا في شمال المملكة، حيث انطلقت برؤية طموحة تجمع بين التميز العلمي، والمشاركة المجتمعية، والانفتاح على التطورات التقنية الحديثة، مما ساعدها على تحقيق مراتب متقدمة في التصنيفات الأكاديمية الوطنية، وتطوير شراكات محلية وعالمية مع جهات تعليمية وبحثية.
وقد عملت الجامعة على تطوير بنيتها التحتية، من خلال إنشاء مبانٍ تعليمية متقدمة، ومختبرات بحثية، ومراكز دعم أكاديمي ونفسي، إلى جانب توفير بيئة تعليمية محفزة على الإبداع والتفوق، مما أهلها لاستقطاب نخبة من الكفاءات الأكاديمية، وتقديم برامج دراسات عليا في عدد من التخصصات الدقيقة، ويُمثل هذا الحفل التاريخي، بما يحمله من رمزية عالية، بداية مرحلة جديدة في حياة الخريجين والخريجات، الذين يستعدون للانتقال من مقاعد الدراسة إلى ميادين العمل، مسلحين بالعلم والمعرفة، ومفعمين بالطموح لخدمة وطنهم والمشاركة في نهضته.
وقد عبر عدد من الطلبة عن امتنانهم الكبير لأساتذتهم وإداراتهم، وكل من أسهم في وصولهم إلى هذه اللحظة، مؤكدين أنهم عازمون على أن يكونوا خير سفراء لجامعتهم في ميادين العمل والإنجاز، حاملين معهم قيم التميز والمسؤولية والانتماء.