أكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن موقف الاحتياطي الاستراتيجي للسلع الأساسية في مصر آمن ومستقر، بفضل منظومة تخزين متطورة تعتمد على أسس علمية حديثة، مشيرًا إلى أن الدولة باتت تمتلك قدرة تخزينية نوعية تُمكّنها من تأمين احتياجات المواطنين من السلع لفترات ممتدة دون انقطاع.
وأوضح الوزير أن متوسط الاحتياطي العام من السلع الأساسية يصل إلى نحو 6 أشهر، مع تفاوت طفيف بين نوع وآخر من السلع، حيث يبلغ احتياطي القمح 4.5 شهر، والسكر 14.1 شهر، والزيت 3.7 شهر، والدواجن المجمدة 6.1 شهر، واللحوم الطازجة 5.5 شهر، مما يعكس توازنًا حقيقيًا في منظومة الإمداد الغذائي وقدرتها على الصمود أمام التحديات.
وأشار فاروق إلى أن هذه النتائج تأتي ثمرة لاستراتيجية تخزين متكاملة تعتمد على البنية التحتية لصوامع الحبوب، حيث بلغ إجمالي القمح المحلي المورد حتى الآن نحو 1.5 مليون طن في الموسم الحالي، في حين تبلغ السعة التخزينية للصوامع الحديثة 3.4 مليون طن، وقد ترتفع إلى 3.6 مليون طن عند استخدام كامل الطاقة الاستيعابية، كما لفت إلى أن مجلس الوزراء وافق على خطة طموحة لرفع القدرة التخزينية إلى 6 ملايين طن، في خطوة استراتيجية تستهدف تحقيق أمن غذائي مستدام.
وأكد الوزير أن ملف الاحتياطي الاستراتيجي يحظى بمتابعة دورية من القيادة السياسية، حيث يتابع رئيس مجلس الوزراء الوضع يوميًا، فيما يُراجع الرئيس عبدالفتاح السيسي تقارير المخزون أسبوعيًا، في إطار حرص الدولة على استدامة توافر السلع وتأمين المواطنين من تقلبات السوق العالمي.
وفيما يخص منظومة الدعم التمويني، أوضح الوزير أن الدولة تخصص شهريًا ما يقارب 3 مليارات جنيه لصرف المقررات التموينية لنحو 64 مليون مواطن، بإجمالي إنفاق سنوي يصل إلى 36 مليار جنيه، وتُوزَّع هذه المقررات من خلال أكثر من 40 ألف منفذ تمويني على مستوى الجمهورية، تضم 1070 جمعية استهلاكية، 30 ألف بقال تمويني، بالإضافة إلى 8000 منفذ ضمن مشروع "جمعيتي"، إلى جانب المنافذ المتنقلة.
وأشار فاروق إلى أن وزارة التموين تصرف شهريًا نحو 570 ألف طن من السلع التموينية، من بينها 56 ألف طن سكر، و45 ألف طن زيت، فضلًا عن إنتاج 280 مليون رغيف خبز مدعم يوميًا يتم توزيعه عبر منظومة رقمية محكمة تضمن وصول الدعم لمستحقيه.
كما لفت الوزير إلى أن الحكومة ضخت منحة دعم إضافية للمواطنين بقيمة 3.8 مليار جنيه ضمن حزمة بقيمة 4 مليارات جنيه تم إقرارها مؤخرًا، مع استمرار صرفها حتى نهاية شهر مايو الجاري، دعمًا للفئات الأولى بالرعاية في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.
واستعرض الوزير تطورات مبادرة "سوق اليوم الواحد"، والتي أطلقتها الوزارة في نوفمبر الماضي لتعزيز التوزيع المباشر من المنتج إلى المستهلك، وقد بدأت المبادرة في محافظة القاهرة، وامتدت لاحقًا إلى الإسكندرية وعدد من المحافظات الأخرى، حيث بلغ عدد الأسواق المتنقلة التي تم تفعيلها حتى الآن نحو 300 سوق متنقل، إضافة إلى 250 سوقًا دائمًا منتشرة في مختلف أرجاء الجمهورية.
وأكد أن المبادرة تهدف إلى توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، وضمان المنافسة الحرة من خلال ضخ كميات كبيرة من المنتجات في الأسواق بالتعاون مع القطاع الخاص، بما يسهم في استقرار الأسعار وتحقيق التوازن في السوق.
وفي هذا السياق، أوضح فاروق أن أسعار السكر تم تحديدها عند 30 جنيهًا للكيلو، والزيت عند 52 جنيهًا، وذلك بالتنسيق مع الجهات المنتجة على هامش ربح عادل، كما أشار إلى انخفاض أسعار البيض لتُطرح الكرتونة بـ120 جنيهًا، وسعر كيلو الدواجن إلى 125 جنيهًا، بعد تحقيق وفرة في الإنتاج.
وشدد الوزير على أن استراتيجية الدولة لضبط الأسعار لا تعتمد فقط على الرقابة، بل ترتكز أساسًا على وفرة السلع والمنافسة الحقيقية، مؤكدًا استمرار الحملات التفتيشية والرقابية على الأسواق لمواجهة أي محاولات للمغالاة أو احتكار السلع.
وفي ختام تصريحاته، أكد وزير التموين أن الدولة ماضية في تطوير منظومة الدعم والتموين بما يحقق العدالة الاجتماعية ويُحسن استهداف الفئات المستحقة، إلى جانب تعزيز الأمن الغذائي الوطني من خلال التوسع في التخزين، وتحقيق شراكات متكاملة مع القطاع الخاص، ورفع كفاءة سلاسل التوريد واللوجستيات.