الأمن العام يحصل على شهادة الآيزو في أنظمة المراقبة وأمن المعلومات.

إنجاز أمني تقني جديد: الأمن العام بمكة يحصد شهادتي الآيزو في المراقبة وأمن المعلومات

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في خطوة تعكس التزامًا راسخًا بتطبيق أعلى معايير الجودة التقنية والمعلوماتية، حصلت الإدارة العامة لأنظمة الاتصالات بالأمن العام في منطقة مكة المكرمة على شهادتي الاعتماد الدولي الآيزو في مجال أنظمة المراقبة التلفزيونية والإلكترونية، ونظام إدارة أمن المعلومات، وذلك من المركز السعودي للاعتماد "ساك"، أحد أبرز المراكز المتخصصة في منح الاعتمادات التقنية داخل المملكة.

وتُعد هذه الخطوة إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سلسلة النجاحات المتوالية التي حققتها إدارات الأمن العام في مختلف مناطق المملكة، في ظل رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز الكفاءة المؤسسية، ورفع جاهزية القطاعات الأمنية لمواكبة المتغيرات المتسارعة في تقنيات المراقبة والأمن السيبراني، وتُمثل شهادة الآيزو (ISO) إحدى أعلى درجات الاعتماد الدولي في مجالات الجودة والإدارة والتقنيات الأمنية، وتمنح للمؤسسات التي تثبت التزامها الصارم بالمعايير الدولية في عملياتها التشغيلية والإدارية.

وقد حصلت إدارة الاتصالات بالأمن العام على شهادة الآيزو في أنظمة المراقبة (ISO 9001)، وكذلك في نظام إدارة أمن المعلومات (ISO/IEC 27001)، وهي معايير تضمن التوثيق الكامل للعمليات، وضبط جودة الأداء، وتحقيق الاستقرار المعلوماتي، ما يساهم في تقليل المخاطر وتحسين فعالية أنظمة الرقابة الأمنية، وتركز شهادة ISO 9001 على جودة أنظمة المراقبة، وتؤكد أن الأنظمة المستخدمة تستوفي المعايير العالمية في التصميم، التشغيل، والمتابعة الفنية.

أما شهادة ISO/IEC 27001، فتُعنى بنظام إدارة أمن المعلومات، وتؤكد أن الجهات الحاصلة عليها تتبع إجراءات صارمة في حماية البيانات الحساسة، ومنع التسريبات، وضمان استمرارية العمل حتى في حالات الطوارئ، وتُعتبر هذه الشهادات مؤشرات هامة على تطور المنظومة التقنية للأمن العام، حيث باتت تعتمد بشكل كبير على البنى الرقمية المؤمنة، وعلى أدوات المراقبة الذكية، وهو ما يتماشى مع توجهات المملكة في بناء منظومة أمنية مرنة ومتطورة قائمة على الابتكار الرقمي.

ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030، وضعت الجهات الأمنية أحد محاورها الأساسية في التحول الرقمي والتكامل المعلوماتي بين الأجهزة المختلفة. وشكّلت تقنيات المراقبة الذكية، وإدارة أمن المعلومات، الركيزة الأساسية في هذا التحول، بما يشمل تركيب أنظمة مراقبة عالية الدقة، ونشر أدوات تحليل البيانات، وبناء غرف تحكم متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في قراءة وتحليل المشاهد الأمنية.

ويُعد حصول الإدارة العامة لأنظمة الاتصالات على هذه الشهادات ثمرة لهذا التوجه، وتأكيدًا على أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة لمواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي تفرضها المدن الكبرى مثل مكة المكرمة، لاسيما مع ما تشهده من كثافة بشرية، وزيارات موسمية ضخمة، وتنوع في مصادر التهديدات.

وتأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة من الإنجازات التي حققتها إدارات الأمن العام مؤخرًا، إذ سبق أن حصلت إدارات أخرى في المملكة على اعتمادات دولية في مجالات مثل إدارة المخاطر، وصحة وسلامة العاملين، وكفاءة العمليات اللوجستية، ويعكس ذلك التوجه المؤسسي للأمن العام في المملكة نحو الالتزام بجودة الأداء المؤسسي، والتحديث المستمر للأنظمة والهياكل التنظيمية.

ويؤكد المراقبون أن هذا التوجه يعزز من كفاءة الاستجابة الأمنية، ويزيد من فاعلية استخدام الموارد، خاصة في ظل التوسع العمراني، والطلب المتزايد على خدمات أمنية دقيقة وسريعة الاستجابة، من الناحية العملية، يُسهم هذا الإنجاز في تعزيز منظومة المراقبة داخل منطقة مكة المكرمة، وهو ما سينعكس إيجابًا على متابعة الأحداث والمخاطر بشكل فوري، ومساعدة الفرق الأمنية في اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة بناءً على معطيات حية ومؤمّنة.

كما يرفع ذلك من جاهزية فرق الدعم الفني والتقني في التعامل مع التهديدات الرقمية، ويحسن من أدوات التعامل مع أمن المعلومات، والحد من الهجمات السيبرانية، ويبعث حصول الأمن العام على هذه الشهادات رسالة ثقة للمجتمع، بأن الأجهزة الأمنية في المملكة لا تكتفي بالأداء التقليدي، بل تسعى بجدية للارتقاء بمستويات العمل، وضمان حماية الخصوصية، وصيانة المعلومات، والاعتماد على أنظمة محكمة في الرصد والمتابعة والوقاية من المخاطر.

ويمثل هذا الإنجاز علامة فارقة في مسار التطوير المؤسسي للأمن العام، ويؤكد أن الجهود نحو التميز لم تعد تقتصر على الجانب الميداني، بل تشمل أيضًا التحديث المستمر في الأنظمة والتقنيات والإجراءات، بما يواكب الحراك الوطني الشامل نحو حكومة ذكية ومجتمع رقمي آمن، ومع استمرار هذه الإنجازات، تترسخ مكانة المملكة كدولة رائدة في بناء منظومة أمنية متكاملة، تستند إلى المعايير العالمية، وتحقق التوازن بين الأمن والاستدامة التقنية.