رئاسة الشؤون الدينية

السديس: أكبر خطة تشغيلية في تاريخ الحرمين لموسم حج 1446هـ

كتب بواسطة: حكيم حميد |

أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم، عن إطلاق خطتها التشغيلية لموسم حج 1446هـ، والتي تعد الأضخم منذ بدء العمل بالترتيبات التنظيمية الجديدة، تأتي هذه الخطة في سياق الجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة الرشيدة لتطوير منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتحقيق نقلة نوعية في التجربة الدينية والإيمانية للحجاج، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.

تشمل الخطة هذا العام أكثر من 120 مبادرة إثرائية، إلى جانب 10 مسارات ذكية تعزز التجربة الرقمية، بهدف إثراء رحلة الحاج من خلال استخدام أحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، كما تتضمن الخطة 50 برنامجًا علميًا وفكريًا، تُنفَّذ بدعم أكثر من 2000 موظف سعودي مؤهل، يعملون بكل تفانٍ لخدمة ضيوف الرحمن.

واستعرض معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية، في كلمته أثناء تدشين الخطة، أن هذه المبادرات تسعى لتحقيق تجربة حج فريدة، يتم فيها تقليص الفروقات المكانية والزمانية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز القيم الإسلامية المعتدلة والوسطية التي يحملها الحج في جوهره.

من أبرز ملامح الخطة هذا العام، هو التركيز على التحول الرقمي الذكي، عبر مخاطبة الحجاج بمختلف لغاتهم، ما يعكس حرص الرئاسة على إيصال الرسالة الإنسانية العالمية للحج بصورة حديثة ومؤثرة، وأوضح السديس أن استخدام الروبوتات الذكية، والتطبيقات التفاعلية، والمنصات الرقمية بلغات متعددة، يُعد نقلة نوعية في طريقة تقديم الرسائل الدينية، وبث القيم الوسطية التي يتبناها الإسلام.

صاحب الإعلان عن الخطة التشغيلية إطلاق حزمة رقمية تُعد الأكبر من نوعها حتى الآن، شملت النسخة الثانية من الروبوت الاصطناعي “منارة”، بعد تطويره ليعمل بعدة لغات لتقديم الإرشاد الديني، كما تم تدشين نسخ مطورة من الشاشات التفاعلية الذكية، والمقرأة الإلكترونية العالمية، وتطبيق “سورة الفاتحة” الرقمي، بالإضافة إلى بوابة “قاصد”، وتطبيق “إعلام الحرمين”، وذلك لتسهيل وصول الحجاج للمعلومة والإرشاد في أي وقت وبكل سهولة.

تقوم الخطة التشغيلية على ثلاثة مرتكزات رئيسة: تعظيم شرف الزمان: من خلال التأكيد على فضل موسم الحج، والارتقاء بالرسالة الروحية التي يحملها، وتجديد الخطاب الديني الوسطي، تعظيم شرف المكان: بالعناية بالحرمين الشريفين وتوفير بيئة إيمانية راقية تليق بمكانتهما، بث هدايات الحرمين للعالمين: عبر تقديم محتوى ديني وإرشادي مؤثر، يُبث بلغات متعددة لتصل الرسالة الوسطية للعالم أجمع.

وتسعى الرئاسة الدينية من خلال هذه الخطة إلى تفعيل الاستثمار البشري عبر كوادر وطنية مؤهلة تأهيلاً عاليًا، حيث سيتم تنفيذ المبادرات العلمية والفكرية والإرشادية ضمن بيئة مؤسسية محوكمة ترتكز على الجودة والإتقان والابتكار، وتعد هذه المبادرات مكمّلة للمسارات الإثرائية التخصصية السبعة، والتي تهدف إلى توصيل الرسالة الدينية للحج بلغة إنسانية جامعة، تُبرز التسامح والرحمة والاعتدال.

من الواضح أن موسم حج هذا العام سيكون علامة فارقة في تاريخ الخدمات الدينية المقدمة، مع تبني منهج رقمي ذكي شامل، وانفتاح على العالم بلغات مختلفة، دون المساس بجوهر العبادة وقدسية المكان، فكل خطوة تخطوها الرئاسة اليوم هي لبنة في بناء منظومة متكاملة، تجعل من الحج تجربة روحية، رقمية، إنسانية.