بورتسودان

بورتسودان تحت رحمة المسيّرات: من ملاذ آمن إلى ساحة رعب!

كتب بواسطة: تميم بدر |

تتصاعد المخاوف في السودان من تأثيرات الحرب المستمرة على أسعار السلع الأساسية، بعد سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت بنية تحتية حيوية في مدينة بورتسودان الساحلية، هذه الهجمات التي استهدفت مستودعات الوقود، والمطار، ومحطة الكهرباء الرئيسية، أصبحت تشكل تهديدًا جديدًا للأمن الغذائي في البلاد، حيث تتسارع الأسعار وتؤثر سلبًا على حياة المواطنين.

من بين أبرز الآثار السلبية للهجمات هو الارتفاع الكبير في أسعار الوقود، حيث أفاد سكان المنطقة لبي بي سي أن سعر الوقود قد ارتفع بنسبة تجاوزت 50%، ويعتبر هذا الارتفاع بمثابة ضربة قاسية للمواطنين في بلد يعاني من آثار النزاع المستمر، حيث يتزامن هذا مع فقدان القدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

في هذا السياق حذر ينس ليرك المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، من أن فقدان البنية التحتية الحيوية مثل محطات الكهرباء ومستودعات الوقود سيكون له تبعات خطيرة على الحياة اليومية للمواطنين، وقال ليرك في تصريحاته لبرنامج "نيوز داي" على بي بي سي: "إذا قُصفت محطة كهرباء أو خرج مستودع وقود عن الخدمة، فسيكون لذلك آثار سلبية على أمور مثل توفير الكهرباء، المزارعون لا يستطيعون الحصول على المياه، ولذلك ترتفع الأسعار".

تُعَتَبر هذه الأزمة أحد جوانب المعاناة الكبرى التي يواجهها السودانيون في ظل الصراع المستمر منذ عدة أشهر، وبالرغم من الجهود الإنسانية التي تُبذَل في الإغاثة، فإن الوضع الاقتصادي يتدهور بسرعة، يُضاف إلى ذلك التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي، حيث يُهدد نقص الوقود والكهرباء القدرة على ري الأراضي، ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، وبالتالي رفع الأسعار بشكل حاد.

قد حذَّر المراقبون من أن الارتفاع السريع في أسعار السلع الأساسية قد يفاقم من الأزمة الغذائية في السودان، حيث يُقدَّر أن حوالي 25 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد.

في تقرير نشره برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في منتصف أبريل الماضي، تم التأكيد على أن عشر مناطق في السودان تعيش تحت وطأة المجاعة، بينما توجد سبع عشرة منطقة أخرى في حالة خطر شديد من الإصابة بالمجاعة في حال استمرار الوضع الحالي.

يواجه المواطنون في هذه المناطق تهديدات مزدوجة من الهجمات المسلحة والانهيار الاقتصادي الذي ينعكس على قدرتهم على تأمين حاجاتهم اليومية، في ظل هذه الظروف يظل الأمل في الوصول إلى حل سياسي طويل الأمد بعيدًا، مما يترك السكان في مواجهة شبح الجوع والارتفاع الجنوني في أسعار السلع.

في ضوء هذه التحديات يزداد الضغط على الجهات الإنسانية والدولية لتكثيف جهودها في تقديم الدعم الإغاثي بشكل سريع وفعّال خصوصًا في ظل ضعف القدرة الحكومية على السيطرة على الوضع وتقديم المعونات الأساسية للمحتاجين.