تستخدم أعشاب صينية مثل الجينسنغ والجنكة بيلوبا منذ قرون لتعزيز الوظائف الإدراكية وزيادة الطاقة وتقليل التوتر، لكنها ليست الوحيدة التي تجذب اهتمام الباحثين في مجال الصحة. هناك عشبة أخرى أقل شهرة ولكنها لا تقل أهمية، تعرف باسم "الجياوجولان" أو "عشبة الخلود"، والتي تثير الاهتمام بقدرتها على تحسين الصحة العامة وتعزيز طول العمر، ويطلق عليها علميًا اسم "جينوستيما بنتافيلوم"، وتعرف بشكل غير رسمي باسم "الجينسنغ الجنوبي" أو "العشب المعجزة"، وفقًا لما نشرته صحيفة New York Post.
تنمو الجياوجولان بشكل طبيعي في المناطق الجبلية والغابات في آسيا، وتشتهر بقدرتها على تحسين التمثيل الغذائي وخفض مستويات الكوليسترول وتقليل الالتهابات، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الباحثين عن حياة صحية أطول، ورغم استخدامها في الطب الشعبي لعدة قرون، إلا أن هذه العشبة شهدت شعبية متزايدة في العقد الأخير، حيث أصبحت متوفرة بشكل شائع في شاي الأعشاب والمكملات الغذائية.
وفي هذا السياق، أوضح الطبيب الباطني والأخصائي في الطب التجديدي بمدينة نيويورك، مايكل عزيز، أن الجياوجولان تعتبر مصدرًا قويًا لمضادات الأكسدة، وأشار إلى أنه يمكن تناول 900 ملليغرام منها يوميًا للاستفادة من فوائدها الصحية المتعددة، كما ذكر عزيز، مؤلف كتاب The Ageless Revolution، أن "شاي الجياوجولان يتميز بقدرة مضادة للأكسدة عالية جدًا"، موضحًا أنها أعلى بثماني مرات من تلك الموجودة في الشاي الأخضر، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن حماية إضافية ضد الأضرار التي تسببها الجذور الحرة.
ولتجهيز شاي الجياوجولان، ينصح بنقع ملعقة أو ملعقتين صغيرتين من أوراق الشاي المجففة في 250 مل من الماء الساخن، ثم تصفيته قبل تناوله، ورغم أن مذاقه قد يكون مرًا قليلًا بالنسبة للبعض، إلا أنه يحمل لمسة حلاوة خفيفة ويصفه البعض بطعم "ترابي"، يعود إلى مادة الصابونين الموجودة فيه، والتي يُعتقد أنها أساس الفوائد الصحية لهذه العشبة.
ولا تقتصر فوائد الجياوجولان على دعم جهاز المناعة وتحسين الطاقة فحسب، بل تمتد أيضًا إلى طرد السموم من الجسم. ففي عدد يناير من دورية Financial Foods، كتب باحثون أن "طعم الجياوجولان المر وطبيعته الباردة يعتبران فعالين بشكل خاص في تطهير الجسم من الحرارة وإزالة السموم"، مما يجعله مفيدًا لحالات مثل التهاب الكبد الفيروسي والتهاب المعدة والأمعاء المزمن والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
كما تشير الدراسات إلى أن طعم الجياوجولان الحلو يغذي القلب ويحمي الكبد، ويفيد طاقة "تشي" والدم بشكل أفضل، مما يجعله أكثر فعالية ضد حالات مثل فرط شحميات الدم وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني والأرق والصداع، ويعزى ذلك إلى احتوائها على مركبات تُعرف باسم "الجيبينوسيدات"، وهي نوع من الصابونين التي تتشابه هيكليًا مع "الجينسنوسيدات" الموجودة في الجينسنغ، وتعرف بقدرتها على تحفيز بروتين كيناز المنشط بـAMP، وهو إنزيم يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن الطاقة الخلوية.
وعلى صعيد تأثيرها في مكافحة الشيخوخة، أوضح عزيز أن الجيبينوسيدات تعمل على تحسين إشارات الأنسولين، وخفض ضغط الدم، وتعزيز وظيفة الميتوكوندريا، وهي "بطاريات" الخلايا في جسم الإنسان، مما يؤثر بشكل إيجابي على طول العمر والصحة العامة.
لكن، وكما هو الحال مع معظم الأعشاب القوية، قد تصاحب الجياوجولان بعض الآثار الجانبية، حيث يعتبر تناولها آمنًا بشكل عام، ولكنها قد تسبب في بعض الحالات الغثيان أو الإسهال، وأقل شيوعًا القيء أو الدوار أو عدم وضوح الرؤية أو طنين الأذن، لذا ينصح الأشخاص الذين يتناولون أدوية باستشارة الطبيب قبل إضافة الجياوجولان إلى نظامهم اليومي خاصة مرضى السكري، الذين يجب أن يكونوا حذرين بشأن مستويات السكر في الدم، حيث يمكن أن تخفض الجياوجولان هذه المستويات بشكل ملحوظ.
وفي الختام، قد تكون الجياوجولان إضافة قوية لأي نظام صحي متوازن، لكنها تبقى خيارًا يحتاج إلى دراية وحذر لتحقيق أقصى استفادة منها دون التعرض لأي مخاطر صحية.