الهند تستهدف دفاعات باكستان وباكستان ترد بطائرات J-10C
التصعيد يتفاقم: الهند تستهدف دفاعات باكستان وباكستان ترد بطائرات J-10C
كتب بواسطة: بدور حمادي |

بدأت ملامح التصعيد العسكري بين الهند وباكستان تتضح مع دخول الأزمة يومها الثاني، حيث نفذت الهند ضربات جوية داخل الأراضي الباكستانية، في خطوة أثارت ردود فعل عنيفة من إسلام آباد وتعهدات بالرد السريع، يأتي ذلك بعد إعلان الهند عن مقتل 31 شخصًا في سلسلة هجمات عبر الحدود، مما أشعل فتيل المواجهة العسكرية بين الجارتين النوويتين.

في أول تعليق علني له منذ بدء التصعيد، دعا رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال اجتماع رفيع المستوى مع وزراء حكومته، إلى "اليقظة المستمرة والتواصل الواضح" لمواجهة التهديدات الأمنية من باكستان.

وأكد مودي على ضرورة التنسيق الداخلي القوي والمرونة في التعامل مع الموقف المتوتر، فيما أشار وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، إلى أن العمليات العسكرية ضد الأهداف الباكستانية "لا تزال جارية"، في إشارة إلى استمرار التصعيد.

في المقابل، أعلنت الهند، صباح الخميس، أنها استهدفت أنظمة دفاع جوي في عدة مواقع داخل باكستان، مشيرة إلى أن هذا الرد جاء بعد هجوم باكستاني ليلي باستخدام "طائرات بدون طيار وصواريخ" ضد أهداف في شمال وغرب الهند.

ولم تكشف نيودلهي عن حجم الخسائر الناجمة عن هذه الهجمات، لكن المصادر العسكرية الهندية أكدت تدمير نظام دفاع جوي في لاهور، في أول مرة تعترف فيها الهند باستهداف منشآت عسكرية باكستانية بشكل مباشر.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، أن قوات بلاده استخدمت طائرات مقاتلة صينية من طراز J-10C لإسقاط خمس طائرات هندية، منها ثلاث طائرات رافال فرنسية الصنع، مؤكدًا أن فريقًا صينيًا كاملًا كان حاضرًا في وزارة الخارجية الباكستانية خلال العمليات، ما يشير إلى مستوى عالٍ من التنسيق بين إسلام آباد وبكين في هذه الأزمة.

وفي تطور لافت، أعلنت باكستان، الخميس، أنها تمكنت من تحييد 25 طائرة بدون طيار هندية من طراز "هاروب"، وهي ذخائر محمولة جوًا من تصنيع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.

وتعد هذه الطائرات قنابل طائرة موجهة بدقة، وتستخدم للهجوم على الأهداف الأرضية. ولم تتمكن شبكة CNN من التحقق بشكل مستقل من صحة هذه الادعاءات، رغم تأكيد الجيش الباكستاني لمصداقيتها.

من جانبه، عبّر رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، عن شكره للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على "تضامنه ودعمه لباكستان في هذا الوقت الحرج"، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الزعيمين، كما أشار شريف إلى "الجهود الشجاعة" التي يبذلها الجيش الباكستاني في مواجهة التصعيد الهندي، وفقًا لما نشره على منصة "إكس" (تويتر سابقًا).

على الجانب الآخر من الحدود، أفاد شهود عيان في ولاية البنجاب الهندية بسقوط طائرة في سماء الليل، بالتزامن مع إعلان باكستان عن إسقاط خمس طائرات هندية، وقال أحد السكان المحليين إنه سمع دوي انفجار قوي وهرع إلى مكان الحادث حيث رأى حطام الطائرة، فيما أكدت السلطات المحلية أن شخصًا قتل وأصيب آخرون في الحريق الذي نتج عن الحادث.

في لاهور، أعلنت الشرطة الباكستانية عن إسقاط طائرتين مسيرتين فوق المدينة، دون تقديم تفاصيل إضافية حول نوعها أو مصدرها، وأشار مسؤول بالشرطة، رفض الكشف عن هويته، إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة مصدر هذه الطائرات، في وقت تستمر فيه الاتهامات المتبادلة بين البلدين حول تصعيد النزاع.

في سياق متصل، أعلنت الهند عن استهداف جماعتين مسلحتين داخل باكستان، هما "جيش محمد" و"لشكر طيبة"، وهما جماعتان مصنفتان كإرهابيتين في عدة دول، بما في ذلك الهند والولايات المتحدة، وتشير التقارير إلى أن الجماعتين نفذتا هجمات عدة ضد الهند، مما يعكس تعقيد النزاع بين البلدين.

ومع استمرار القتال، أكدت السلطات الهندية إغلاق 21 مطارًا في شمال وشمال غرب البلاد حتى السبت المقبل، مما يشير إلى تصاعد المخاوف من توسع النزاع العسكري، وحذر وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، من أن ضربات الهند تمثل "دعوةً لتوسيع الصراع" بين الجارتين، مؤكدًا أن باكستان ستحاول تجنب الحرب الشاملة.

ومع هذه التطورات المتسارعة، يبقى السؤال حول مدى قدرة الجارتين النوويتين على احتواء الأزمة أم أن الأمور ستتجه نحو تصعيد أكبر يهدد استقرار المنطقة بأكملها.