أحمد الشرع
الشرع يكشف عن مفاوضات سرية بين دمشق وتل أبيب عبر وسطاء
كتب بواسطة: محمد وزان |

في تصريح مثير كشف رئيس الفترة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع عن وجود مفاوضات غير مباشرة بين دمشق وإسرائيل عبر وسطاء، وذلك بهدف "تهدئة الأوضاع وعدم خروجها عن السيطرة"، وقال الشرع إن هذه المفاوضات تأتي في وقت حساس حيث اعتبر التصرفات الإسرائيلية "عشوائية"، داعياً تل أبيب إلى التوقف عن التدخل في الشؤون السورية، هذا التصريح جاء خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه في أول زيارة للشرع إلى أوروبا منذ توليه منصب رئيس الحكومة الانتقالية.

أشار الشرع إلى أن حكومته الانتقالية تحركت بسرعة لمواجهة الهجمات الطائفية، موضحًا أن السلطة الجديدة تسعى إلى إنهاء حقبة الحكم الاستبدادي الذي استُخدمت فيه الطائفية سلاحًا، وذكر الشرع أن مستقبل سوريا "لن يُصاغ في غرف مغلقة أو يُقرَّر في عواصم بعيدة"مع تأكيده على التزام الحكومة الجديدة بالشفافية والمحاسبة، خاصة في قضية الهجمات الطائفية الأخيرة، وأوضح أن لجنة تقصي الحقائق سلمت تقريرها إلى السلطات، وأعرب عن أمله في أن يكون هذا خطوة نحو بناء سوريا جديدة تقوم على العدالة والمساواة.

كما شدد الشرع على أن أحد أبرز أولويات حكومته الانتقالية هو إعادة الإعمار مشيرًا إلى أن البنية التحتية في البلاد مدمرة وأن الحكومة تسعى لتأمين حياة كريمة للمواطنين، ودعا المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكدًا أنها "لم تعد موجهة ضد النظام بل تضر بالشعب السوري بشكل مباشر"، في سياق متصل تحدث الشرع عن أمن الحدود السورية والهجمات الإسرائيلية المستمرة لافتًا إلى التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومكافحة المخدرات.

من جانبه أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على استمرار بلاده في دعم تطلعات الشعب السوري، مشيرًا إلى أن "الاستقرار في سوريا يمثل عنصرًا أساسيًا لأمن المنطقة وأوروبا"، ووصف ماكرون القصف الإسرائيلي في سوريا بأنه "ممارسات سيئة"، وأعرب عن أمله في أن تسهم المحادثات بين إسرائيل وسوريا في تهدئة الوضع.

أشار إلى أن فرنسا بصدد مناقشات مع لبنان لإعادة ترسيم الحدود مع سوريا، وأن باريس تسعى لإقناع واشنطن بتأجيل انسحاب قواتها من سوريا، ورغم دعم ماكرون لعملية الانتقال السلمي في سوريا، شدد على ضرورة محاكمة مرتكبي جرائم الحرب ومكافحة إنتاج المخدرات والجماعات الإرهابية.

فيما يتعلق بالوضع الأمني، أشار ماكرون إلى "تحسن ملحوظ" في الوضع السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأكد على التزام حكومة الشرع بمكافحة الكبتاغون والتعاون مع الشركاء الدوليين، وأوضح أن "سقوط بشار الأسد لاقى ارتياحًا عامًا"، معربًا عن اعتقاده أن السوريين اليوم بحاجة إلى التوحد لمواجهة التحديات التي تعترض طريقهم نحو السلام والاستقرار.