في خطوة جديدة تعكس التزامها بدعم التنمية الشاملة وتعزيز جودة الحياة في المدينة، أعلنت أمانة محافظة جدة عن طرح حزمة كبيرة من الفرص الاستثمارية المتنوعة، تغطي قطاعات حيوية تشمل الأنشطة التجارية والترفيهية والرياضية والسكنية والتعليمية والصناعية، وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الأمانة الرامية إلى تحفيز القطاع الخاص على المشاركة في تنمية البنية التحتية الحضرية وتعزيز الحركة الاقتصادية والاستثمارية في المحافظة.
تتجاوز المساحة الإجمالية للمشروعات المطروحة حاجز 1.4 مليون متر مربع، ما يعكس الحجم الكبير للمبادرات التي تنوي الأمانة تنفيذها، والتي جرى توزيعها بشكل استراتيجي في أنحاء متفرقة من مدينة جدة، بما يضمن تلبية احتياجات الأحياء المختلفة وتحقيق التوازن في التنمية العمرانية.
وفي التفاصيل، تتضمن الحزمة الاستثمارية 13 فرصة مخصصة للأنشطة التجارية، وتتنوع هذه الفرص بين إنشاء وتشغيل وصيانة محال ومجمعات تجارية، موزعة على عدد من الأحياء الحيوية في المدينة، ومن أبرز هذه المشروعات إنشاء مدينة متكاملة للكونتينرات بمساحة تبلغ نحو 846.684 مترًا مربعًا، إضافة إلى منتزه جدة للكونتينرات على مساحة تقدر بـ429.223 مترًا مربعًا، وتستهدف هذه المشروعات تعزيز البنية التحتية اللوجستية والتجارية للمدينة، وتوفير حلول عملية لتوسيع الأنشطة الاقتصادية وتحسين حركة التجارة والخدمات.
أما على مستوى القطاع الصناعي، فقد تم طرح مشروع نوعي لتعبئة وطحن الشعير، يقع جنوب مدينة جدة، وتبلغ مساحته نحو 145.472 مترًا مربعًا، ويُعد هذا المشروع ذا أهمية خاصة في دعم سلسلة الإمداد الغذائي وتلبية احتياجات الأسواق المحلية، خصوصًا في ما يتعلق بالمنتجات الزراعية والحيوانية، حيث يمثل الشعير مكونًا رئيسيًا في أعلاف الثروة الحيوانية.
وقد خصصت الأمانة 8 فرص لإقامة مجمعات سكنية مخصصة للعاملين، تهدف إلى توفير بيئة سكنية متكاملة وداعمة لقطاع الأعمال، لاسيما في المناطق الصناعية والتجارية، ويأتي هذا التوجه في إطار رؤية الأمانة نحو تعزيز جودة الحياة للعاملين وتقديم حلول سكنية قريبة من أماكن العمل تسهم في تخفيف الازدحام وتقليص وقت التنقل.
وفي إطار اهتمام الأمانة بتعزيز البنية التحتية الترفيهية وتوفير مساحات خضراء ومرافق مجتمعية، تم طرح 8 فرص جديدة لإقامة حدائق عامة، تتضمن أنشطة مساندة تهدف إلى تنويع استخدامات المساحات، مثل رياض الأطفال، ومحال تجارية تخدم مرتادي الحدائق وتزيد من جدوى المشروع اقتصاديًا، كما تم الإعلان عن فرصة إضافية لإقامة منطقة عربات طعام (فود ترك) ضمن نشاط الحاضنات البلدية في حي أبحر الجنوبية، ما يعكس دعم الأمانة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في قطاع الأغذية والترفيه.
وقد طرحت الأمانة في القطاع التعليمي فرصة لإقامة كلية صحية، تمثل إضافة نوعية لمنظومة التعليم العالي في جدة، وتسهم في تأهيل الكوادر الصحية الوطنية، وتلبية الطلب المتزايد على التخصصات الطبية والتمريضية في ظل التوسع المستمر للقطاع الصحي في المملكة.
وأوضحت الأمانة أن الفرص الاستثمارية المطروحة متاحة أمام كافة المستثمرين الراغبين في المشاركة في هذه المشروعات، داعية إياهم إلى التقديم عبر بوابة الاستثمار في المدن السعودية "فرص"، وهي المنصة الوطنية المعنية بطرح الفرص الاستثمارية الحكومية وإتاحة المنافسة عليها بشفافية، كما نوهت إلى أن مواعيد فتح المظاريف بدأت في الأول من مايو 2025، وستستمر حتى الثامن من يوليو من العام ذاته، وذلك وفق الجدول الزمني المحدد في المنصة.
وتؤكد هذه الحزمة الاستثمارية الطموحة سعي أمانة جدة إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال تمكين القطاع الخاص، ورفع مساهمته في الناتج المحلي، وتنويع مصادر الدخل، إلى جانب تحسين المشهد الحضري للمدينة وتعزيز جاذبيتها كوجهة استثمارية وسياحية وسكنية.
وتمثل هذه المبادرات فرصة مهمة للمستثمرين المحليين والدوليين للاستفادة من الزخم التنموي في مدينة جدة، والمساهمة في تطوير مشاريع مستدامة تدعم الاقتصاد الوطني وتوفر فرص عمل جديدة، فضلاً عن دورها في تحسين جودة الحياة لسكان المدينة وزوارها.