مجزرة جديدة وقصف خيام النازحين
مجزرة إسرائيلية جديدة بغزة ورفض أممي لخطة الاحتلال لتوزيع المساعدات الإنسانية
كتب بواسطة: حكيم حميد |

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة فجر اليوم الإثنين في قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في سلسلة غارات استهدفت مناطق سكنية في مدينة غزة وبيت لاهيا شمال القطاع، بالإضافة إلى استمرار القصف الجوي والمدفعي العنيف على مناطق مختلفة جنوبه، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة وتدهور كارثي في الأوضاع المعيشية للسكان.

وأفاد مراسلون ميدانيون أن طائرات الاحتلال شنت غارات عنيفة على برج الروموز في حي الكرامة شمال غرب مدينة غزة، مستهدفة ثلاث شقق سكنية، ما أدى إلى استشهاد 15 مدنيًا وإصابة 10 آخرين بجراح متفاوتة، في حين لا تزال فرق الدفاع المدني تحاول انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض.

وفي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، استُشهد 4 أشخاص وأُصيب 5 آخرون جراء قصف منزل يعود لعائلة العطار، وسط تقارير عن وجود مفقودين تحت الأنقاض لم يتم الوصول إليهم حتى اللحظة.

جنوبًا، استهدفت طائرات الاحتلال مناطق غرب خان يونس، بما في ذلك خيام نازحين في منطقة المواصي، حيث وثّقت المصادر الطبية استشهاد 10 فلسطينيين في قصف من طائرة مسيّرة استهدف مخيمًا للنازحين، وهو ما اعتبرته مصادر حقوقية "جريمة مكتملة الأركان" بحق المدنيين.

كما تواصلت الغارات على أطراف بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، بالإضافة إلى قصف مدفعي مكثف طال مناطق شمالية من مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار جسيمة في منازل المدنيين.

ويأتي هذا التصعيد في وقت حرج يشهد فيه القطاع تفاقمًا في الكارثة الإنسانية، حيث تتواصل القيود المشددة على دخول المساعدات الإنسانية، وسط رفض أممي واضح لخطة إسرائيلية تقضي بتوزيع الإمدادات تحت إشراف عسكري مباشر.

وقالت منظمات تابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى عدد من المنظمات الإنسانية العاملة في غزة، في بيان مشترك، إنها ترفض أي خطة لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية الدولية، مؤكدة أن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى استخدام الغذاء والمساعدات كأداة ضغط ضمن استراتيجية عسكرية، عبر إجبار المدنيين على دخول مناطق خاضعة للجيش الإسرائيلي لجمع حصصهم من المواد الإغاثية.

وأضاف البيان أن الخطة ستعرض حياة المدنيين وعمال الإغاثة للخطر، وستؤدي إلى حرمان كبار السن والمرضى والأطفال من حقهم في الحصول على المساعدات بسبب محدودية حركتهم، محذرًا من أن استمرار هذه السياسات يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني.

وتشير التقارير الأممية والحقوقية إلى أن إسرائيل، ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت جميع معابر غزة أمام دخول المساعدات، ما أدى إلى توقف الأفران ونفاد المياه النظيفة والأدوية، في وقت يواجه فيه 2.4 مليون فلسطيني خطر المجاعة ونقص الرعاية الصحية.

ويُذكر أن أكثر من 90% من سكان القطاع اضطروا للنزوح القسري، بعضهم لأكثر من مرة، ويعيشون حاليًا في ملاجئ مكتظة أو في العراء، وسط تفشي الأمراض والأوبئة، فيما وثق البنك الدولي في تقاريره الأخيرة أن الغالبية الساحقة من السكان تحوّلوا إلى فقراء بالكامل بسبب العدوان المستمر.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة بدعم أميركي مفتوح، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، مع تسجيل أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض أو في ظروف غير معروفة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار