شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعًا لافتًا في جلسة إغلاق يوم الجمعة، حيث أغلقت الأسواق على مكاسب قوية هي الأطول منذ نحو عقدين، مدفوعة ببيانات إيجابية من سوق العمل الأمريكي وتفاؤل المستثمرين بشأن احتمالات انفراج في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى العودة بقوة إلى الأسواق بعد أسابيع من الحذر والتردد

مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع بنسبة تجاوزت 1.4٪ ليصل إلى مستويات قياسية جديدة، فيما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تقارب 1.5٪، أما مؤشر ناسداك المركب فقد شهد أداء قويًا أيضًا مرتفعًا بنسبة 1.5٪ مدعومًا بالأداء الإيجابي لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى والتي استمرت في جذب السيولة بفضل نتائج مالية قوية وتوقعات إيجابية للنمو خلال الربع القادم

التقرير الشهري للوظائف الصادر عن وزارة العمل الأمريكية أظهر إضافة ما يزيد عن مئة وسبعة وسبعين ألف وظيفة جديدة خلال شهر أبريل، متجاوزًا توقعات المحللين التي كانت تشير إلى أرقام أقل بكثير، كما حافظ معدل البطالة على استقراره عند أربعة فاصل اثنين بالمئة، وهو ما عزز من ثقة المستثمرين في متانة الاقتصاد الأمريكي رغم الضغوط التضخمية والمخاوف المرتبطة بأسعار الفائدة

في قطاع التكنولوجيا، ارتفعت أسهم شركات كبرى مثل مايكروسوفت وإنفيديا وألفابت بنسب ملحوظة، في حين شهدت أسهم شركة آبل تراجعًا محدودًا بعد إعلانها عن تحمّل تكاليف إضافية مرتبطة برسوم جمركية جديدة، ومع ذلك فإن الأداء العام للقطاع كان إيجابيًا وساهم في دعم مؤشر ناسداك بقوة، كما استفادت شركات الطاقة من ارتفاع أسعار النفط، مما دعم أسهمها في نهاية جلسات الأسبوع

وعلى الصعيد العالمي، ساهمت أنباء عن انفتاح الصين مجددًا على استئناف المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة في تهدئة مخاوف الأسواق، وهو ما انعكس في ارتفاع معنويات المستثمرين وعودة الثقة في إمكانية تحقيق تقدم ملموس في العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، ومع ترقب اجتماع البنك الفيدرالي الأسبوع المقبل لمراجعة السياسات النقدية، تتجه الأنظار إلى قرارات الفائدة المحتملة وأثرها على المسار المستقبلي للأسواق