في خبر هزّ الوسط الرياضي السعودي، أعلن نادي الهلال بشكل رسمي إقالة مدربه البرتغالي جورجي جيسوس، وذلك بعد سلسلة من النتائج التي وُصفت بـ"المخيبة" لآمال جماهيره، على الرغم من الأرقام التاريخية التي حققها المدرب خلال فترتي تدريبه للفريق، حيث جاء هذا القرار بعد ضغوط متزايدة من إدارة النادي التي تسعى لتحقيق طموحات أكبر، خاصة بعد الاستثمارات الكبيرة في استقطاب نجوم عالميين، ليُنهي بذلك جيسوس مسيرته مع "الزعيم" بشكل مفاجئ.
جورجي جيسوس، الذي تولّى تدريب الهلال في فترتين، الأولى بين يوليو 2018 ويناير 2019، والثانية من صيف 2023 حتى 3 مايو 2025، ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ النادي، فقد قاد الفريق لتحقيق 5 بطولات، شملت الدوري السعودي، كأس الملك، لقبين في كأس السوبر السعودي، بالإضافة إلى لقب السوبر في فترته الأولى، كما حقق أعلى سلسلة انتصارات تاريخية على مستوى العالم بـ34 مباراة متتالية، وهو إنجاز سُجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
خلال مسيرته مع الهلال، أشرف جيسوس على 130 مباراة، حقق فيها 100 انتصار، و18 تعادل، و12 خسارة فقط، بينما سجل الفريق تحت قيادته 348 هدفاً، واستقبلت شباكه 119 هدفاً، كما سجل الفريق أطول سلسلة بدون هزيمة في تاريخ البطولات السعودية بـ57 مباراة، وهي أرقام تُظهر مدى التأثير الكبير للمدرب البرتغالي على أداء الفريق، لكن يبدو أن الطموحات العالية للنادي وجمهوره دفعت الإدارة لاتخاذ قرار الإقالة.
ردود الأفعال على هذا القرار كانت متباينة بين الجماهير، فالبعض رأى أن جيسوس ليس السبب الوحيد في تراجع النتائج، مشيرين إلى عوامل مثل رحيل لاعبين مؤثرين كسعود عبدالحميد، وإصابات طالت نجوم الفريق مثل ميتروفيتش، بينما اعتبر آخرون أن إصرار المدرب على أسلوب لعب واحد كان سبباً في كشف نقاط ضعفه أمام المنافسين، مما ساهم في اتخاذ قرار الإقالة من قبل إدارة النادي.
بهذا القرار، يُسدل الستار على فترة مميزة لجورجي جيسوس مع الهلال، تاركاً إرثاً من الإنجازات التي ستظل محفورة في ذاكرة عشاق النادي، بينما يترقب الجميع الخطوة القادمة للإدارة في اختيار مدرب جديد يقود الفريق نحو تحقيق المزيد من الألقاب، ليبقى السؤال: هل كان قرار الإقالة هو الحل الأمثل لأزمة الفريق؟