شهدت مدينة تل أبيب، صباح اليوم، حالة من الاستنفار الأمني عقب العثور على "جسم مشبوه" وُضع بعناية داخل كيس بلاستيكي شفاف، وملفوف بعلم يحمل رموزاً غير مألوفة، ما أثار موجة ذعر بين المارة ودفع السلطات إلى استدعاء وحدات تفكيك المتفجرات والشرطة العسكرية.
وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام عبرية، فقد تم العثور على الجسم قرب محطة للحافلات في أحد الشوارع الحيوية وسط المدينة، الأمر الذي استنفر أجهزة الأمن فورًا، حيث تم إخلاء المنطقة بالكامل وفرض طوق أمني واسع النطاق، وسط مخاوف من أن يكون الجسم عبوة ناسفة أو وسيلة تهديد أمني متطورة.
المشهد، بحسب شهود عيان، أثار حالة من الهلع بين السكان، خاصة أن الجسم كان مغطى بعلم بلون أحمر وكتابات غريبة لم يتم تحديد مصدرها بعد، الأمر الذي زاد من غموض الحادثة، ودفع البعض لاعتبارها رسالة رمزية أو استفزازية قد تكون مرتبطة بتطورات إقليمية أو احتجاجات داخلية.
الشرطة الإسرائيلية أكدت في بيان رسمي أن وحدة تفكيك المتفجرات تعاملت مع الجسم بطريقة احترازية، حيث تم تفكيكه ونقله إلى مختبرات خاصة لتحليله، مؤكدة أنه لم ينفجر ولم تسجل أي إصابات أو أضرار، لكن التحقيق لا يزال مستمراً لمعرفة خلفية الحادثة والجهة التي تقف وراءه.
من جانبها، فتحت الأجهزة الاستخباراتية تحقيقاً موسعاً يشمل مراجعة كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث، كما يجري تحليل المواد التي كانت داخل الجسم، وسط تكتم أمني كبير حول النتائج الأولية.
وتأتي هذه الحادثة في وقت حساس تمر به إسرائيل، وسط تصاعد الاحتجاجات الداخلية ضد الحكومة، واستمرار العمليات العسكرية في غزة والتهديدات المتكررة من جماعات إقليمية، ما يجعل أي إنذار أمني يُنظر إليه بأقصى درجات الجدية.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي صوراً للجسم المشبوه، وهو موضوع على الرصيف ويبدو واضحاً أنه ملفوف بقماش يحمل ألواناً ورموزاً لا تنتمي لأي علم معروف، ما فتح باب التأويلات والتكهنات حول مغزى الرسالة، فيما حذّر مسؤولون من تداول الشائعات إلى حين انتهاء التحقيق الرسمي.
وتسعى السلطات الإسرائيلية إلى تهدئة المخاوف العامة، مؤكدة أن الإجراءات الأمنية المشددة هدفها الحفاظ على أمن المواطنين، ومشيرة إلى أن أي تهديد – مهما كان رمزيًا – يتم التعامل معه بأقصى درجات الحذر.
ويُنتظر أن تعلن الشرطة خلال الساعات المقبلة تفاصيل أوفى عن نتائج التحقيق، وما إذا كانت هناك خلفيات سياسية أو إرهابية تقف وراء الحادث، في حين تستمر حالة التأهب الأمني في بعض المناطق تحسباً لأي تطورات.
