في أعقاب الخروج المؤلم من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، قرر الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني لنادي النصر، أن يتحرك سريعًا لإعادة التوازن داخل الفريق، وبث روح القتال في نفوس اللاعبين، بعد أن عاش النادي ومشجعوه خيبة أمل كبيرة عقب الخسارة أمام كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة (2-3) على ملعب الإنماء بجدة.
رسالة بيولي كانت واضحة ومباشرة، فقد اجتمع باللاعبين فور عودتهم إلى التدريبات الجماعية يوم السبت، بعد راحة قصيرة منحت لهم عقب الإقصاء القاري، وبحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن المدرب الإيطالي خاطب لاعبيه قائلًا: "إما أن نستسلم بعد الخروج من دوري أبطال آسيا، أو نحارب حتى النهاية على الأمل المتاح لنا في الدوري"، مشددًا على أن موسم النصر لم ينتهِ بعد، وأنه ما زال هناك ما يمكن القتال من أجله.
بيولي، الذي تولى المسؤولية الفنية للنصر في توقيت حرج، أبدى تمسكه بما تبقى من طموحات الموسم، وأكد أن الفريق لا يزال يمتلك فرصة – ولو ضئيلة – للمنافسة على لقب دوري روشن السعودي أو على الأقل ضمان أحد المراكز الثلاثة الأولى، التي تؤهله للمشاركة القارية في الموسم المقبل، وأضاف خلال الاجتماع باللاعبين أن الروح والرغبة في التعويض يجب أن تكونا عنوان المرحلة المقبلة، محذرًا من الوقوع في فخ الإحباط الذي قد يُفقد الفريق ما تبقى من حظوظه.
على الجانب الإداري، لم يكن المدير الفني وحده في مهمة إعادة الروح، حيث حرص ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي لشركة النصر الربحية، على التواجد في مقر النادي صباح الأحد، لمؤازرة اللاعبين في التدريبات، وعقد اجتماعًا معهم للتأكيد على دعم الإدارة ومساندتها لهم في هذه المرحلة الحساسة، الجمعان أظهر انخراطًا مباشرًا في الأزمة النفسية التي يعيشها الفريق، وحرص على التحدث إليهم بلغة تؤكد الثقة في قدرتهم على النهوض مجددًا.
وكان الجمعان قد عبّر عن مشاعره عقب خسارة الفريق أمام كاواساكي، برسالة مطولة نشرها عبر حسابه في منصة "إكس"، قال فيها: "جمهور النصر العزيز، الحمد لله أولًا والحمد لله آخرًا ودائمًا، قدر الله وما شاء فعل، بدأنا البناء منذ 3 أشهر ولازلنا نبني، محبتنا لهذا الكيان لن تتغير مهما كان، نحن بشر ولنا مشاعرنا من غضب وحزن في مثل هذه الأوقات، وإن شاء الله الفرح عما قريب، أعدنا للفريق الأمل بعد أن فقد، ولكن النصر سيبقى الحب، الفريق سيكتمل بعد الصيف، والتركيز الآن أن ننهي الدوري في المراكز الثلاثة الأولى لنذهب للنخبة التي سنظفر بها السنة القادمة بمشيئة الله".
كلمات الجمعان حملت إشارات مباشرة إلى المشروع المستقبلي الذي تعمل عليه إدارة النادي، مؤكدًا أن الفريق لم يكتمل بعد، وأن ما يحدث هو جزء من عملية بناء ستؤتي ثمارها لاحقًا، كما حاول بث الطمأنينة في نفوس الجماهير الغاضبة، التي كانت تمني النفس بالتتويج القاري، خاصة بعد التدعيمات الكبيرة التي حصل عليها الفريق في الصيف الماضي، والتي رفعت سقف التوقعات إلى الحد الأقصى.
الجماهير النصراوية، التي توافدت بالمئات إلى منصات التواصل للتعبير عن غضبها من الإقصاء الآسيوي، بدت منقسمة ما بين من يدعم المشروع الجديد ويثق في قدرة الإدارة الفنية بقيادة بيولي، ومن يطالب بإجراء تغييرات جذرية على مستوى التشكيل والنهج الفني، خاصة في ظل ما اعتبروه تراخيًا في بعض لحظات المواجهة أمام كاواساكي.
وفيما تستمر التحديات على الصعيدين الفني والإداري، يبقى أمام النصر فرصة واقعية لإنقاذ موسمه في الجولات الأخيرة من دوري روشن، وهي مهمة لن تكون سهلة في ظل المنافسة القوية والضغوط الجماهيرية، لكنها ليست مستحيلة في حال استعاد الفريق توازنه وقدم أداءً يعكس جودة العناصر التي يمتلكها.
تحديات النصر في المرحلة المقبلة لن تقتصر على استعادة النقاط فحسب، بل تتعلق أيضًا بترميم الحالة الذهنية والنفسية للاعبين، وهي مهمة يعلق عليها الكثيرون آمالًا كبيرة في بيولي، الذي يجب أن يثبت الآن أن فلسفته التدريبية لا تعتمد فقط على الخطط، بل تشمل أيضًا القدرة على الإلهام وإدارة الأزمات.