في خطوة مفاجئة لكنها متوقعة بعد الخروج الآسيوي الصادم، أعلن نادي الهلال يوم السبت إنهاء علاقته التعاقدية مع مدربه البرتغالي جورج جيسوس، لينهي بذلك فترة شهدت تقلبات كبيرة في المستوى والنتائج، تكللت بالخروج من دوري أبطال آسيا للنخبة على يد الأهلي، في سيناريو أثار موجة غضب غير مسبوقة في أوساط الجماهير الزرقاء.
إدارة الهلال لم تنتظر طويلًا، وسرعان ما قررت تسليم المهمة مؤقتًا لابن النادي وأسطورته المعتزلة محمد الشلهوب، لقيادة الفريق في ما تبقى من مباريات حتى الإعلان عن هوية المدير الفني الجديد، الذي سيكون أمام مهمة كبرى تتعلق بقيادة الزعيم في كأس العالم للأندية الصيف القادم، البطولة التي يراها الهلاليون فرصة للعودة إلى الواجهة القارية والدولية.
ومع خروج جيسوس من المشهد، بدأ الحديث يدور بقوة حول هوية المدرب المنتظر، قائمة المرشحين لخلافة البرتغالي لم تكن قصيرة، بل ضمت أسماء لامعة في عالم التدريب، من بينهم الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لإنتر ميلان، والإسباني تشافي هيرنانديز، الذي أنهى تجربته مؤخرًا مع برشلونة، وكذلك ماركو سيلفا مدرب فولهام، وأسطورة ريال مدريد كارلو أنشيلوتي، الذي رغم ارتباطه بتدريب المنتخب البرازيلي، لا يزال اسمه يتردد في أروقة الأندية الطامحة.
لكن الاسم الذي تصدر الترشيحات في الساعات الأخيرة، وفقًا للعديد من المصادر الصحفية، كان نونو سانتو، المدرب البرتغالي الذي يعرف الدوري السعودي جيدًا، بعد أن قاد الاتحاد للفوز بلقب دوري روشن موسم 2022-2023، قبل أن يُقال من منصبه في نوفمبر 2023، إثر سلسلة من النتائج المخيبة والتوترات الداخلية داخل غرفة ملابس العميد.
غير أن نبأ اقتراب سانتو من قيادة الهلال لم يمر مرور الكرام على جماهير النادي العاصمي، بل فجّر موجة اعتراضات عنيفة، اجتاحت منصة "إكس"، بعد أن أطلق المغردون هاشتاج "نونو مرفوض والمفرج مطرود"، ليعبروا من خلاله عن رفضهم القاطع للتعاقد مع المدرب البرتغالي، الذي يرون أنه لا يرقى لطموحات فريق بحجم الهلال، خاصة في ظل الاستحقاقات الكبرى المقبلة.
الجماهير الهلالية حمّلت المشرف العام على كرة القدم، فهد المفرج، مسؤولية التوجه نحو سانتو، وطالبته بالرحيل الفوري، معتبرين أن إدارة النادي إذا أرادت إعادة الثقة والهيبة، فعليها التوجه نحو أسماء ثقيلة فنيًا، كإنزاجي أو مدرب عالمي آخر يمتلك سجلًا حافلًا وتجربة أوروبية مؤثرة، لا الاكتفاء بمدرب أقيل من نادٍ محلي قبل أقل من عام.
الضغوط الجماهيرية لم تكن عابرة، بل تحولت إلى موجة منظمة من التغريدات والمطالبات، صاحبتها تعليقات لنجوم وإعلاميين سابقين، حذروا الإدارة من اتخاذ قرار متسرع قد يفاقم من غضب الجماهير ويهدد استقرار الفريق قبل مونديال الأندية، الذي يُعد أبرز تحدٍ للهلال في المرحلة المقبلة.
في المقابل، لا تزال إدارة الهلال تلتزم الصمت رسميًا، مفضلة العمل خلف الكواليس لاختيار المدرب المناسب وفق رؤية فنية وإدارية متكاملة، رغم أن المؤشرات تؤكد أن الإعلان الرسمي قد يكون خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبين الأمل في استقدام اسم كبير يعيد الهيبة الفنية، والخشية من تكرار تجارب غير ناجحة، يبقى الهلال في مفترق طرق حاسم، يتطلب قرارات مدروسة بعيدًا عن الضغوط وردود الأفعال السريعة، خاصة وأن الفريق يمتلك خامات لاعبين على مستوى عالمي، وبحاجة إلى من يستطيع توظيفهم بالشكل الأمثل لتحقيق أهداف الموسم.