شهدت منطقة البترا الأثرية جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، الأحد، حالة طوارئ غير مسبوقة بعد أن تحولت الأمطار الغزيرة إلى سيول جارفة اجتاحت أجزاء من المدينة التاريخية، ما اضطر السلطات إلى تنفيذ عمليات إجلاء عاجلة لمئات السياح الذين توافدوا إلى الموقع في ذلك اليوم، في مشهد أعاد إلى الأذهان حوادث سابقة ارتبطت بالمخاطر المناخية المفاجئة في تلك المنطقة السياحية الشهيرة.
وقال مفوض إدارة شؤون المحمية والسياحة في سلطة إقليم البترا، يزن محادين، إن كوادر الدفاع المدني والإقليم تدخلت بسرعة فائقة لإجلاء السائحين المتواجدين في مناطق مثل "الخزنة" و"السيق" و"الدير" و"الرصاصة" و"سطوح النبي هارون"، حيث بلغت أعداد الزوار في الموقع الأثري نحو 1785 سائحًا، وقد تمت عمليات الإخلاء دون تسجيل أي إصابات.
وأفاد محادين بأن الحالة الجوية المفاجئة جاءت نتيجة تأثر المملكة بمنخفض جوي نشط ضرب مناطق الجنوب تحديدًا، مما أدى إلى تساقط أمطار كثيفة تسببت بتشكل السيول في عدد من الأودية والمناطق المنخفضة داخل البترا، وأضاف أن الرياح النشطة والانخفاض الكبير في درجات الحرارة زادت من صعوبة الوضع، مما استدعى تفعيل خطط الطوارئ بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وفي بيان تحذيري، دعت سلطة إقليم البترا التنموي السياحي المواطنين والزائرين إلى توخي أقصى درجات الحذر، والابتعاد عن مجاري السيول والأماكن المنخفضة، مؤكدة أن الأولوية القصوى حاليًا تتمثل في حماية الأرواح وضمان سلامة الجميع داخل حدود المحمية والمناطق السياحية المحيطة بها.
وفي سياق متصل، صرّح الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام بأن فرق إنقاذ من الدفاع المدني وشرطة السياحة وقوات الدرك قد شُكلت بشكل عاجل في محافظتي الطفيلة ومعان، للتعامل مع بلاغات عن أشخاص مفقودين نتيجة الفيضانات، حيث تم إخلاء 14 سائحًا حاصرتهم السيول في منطقة الشوبك دون إصابات، بينما لا يزال البحث جاريًا عن امرأة وطفلها في المنطقة ذاتها.
كما باشرت فرق البحث في محافظة الطفيلة بعمليات تمشيط واسعة في منطقة الحسا، عقب بلاغ عن فقدان حدث أثناء قيامه برعي الأغنام قرب مجرى للسيول، حيث تم تسخير كل الموارد الممكنة من مروحيات وأجهزة رصد حراري وكلاب إنقاذ لتعقب المفقودين، في ظل توقعات بهطول مزيد من الأمطار خلال الساعات القادمة.
