في تحذير جوي عاجل يحمل في طياته مؤشرات لاضطرابات مناخية شديدة، أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا رسميًا اليوم يحذر فيه من هطول أمطار متفاوتة الغزارة على منطقة جازان، تبدأ من المتوسطة وتصل إلى الغزيرة في بعض المواقع، ما قد يؤدي إلى تأثيرات مناخية قوية تشمل انعدام الرؤية الأفقية، وتساقط البَرَد، وهبوب رياح شديدة السرعة، مع احتمالية جريان السيول في عدة أرجاء من المنطقة.
كما أوضح المركز في بيانه أن الحالة الجوية المتوقعة تشمل مدينة جيزان بالكامل، إضافة إلى مجموعة واسعة من المحافظات والمراكز المحيطة بها، مثل جزر فرسان التي تقع في عرض البحر الأحمر، إلى جانب محافظات الحرث، الداير، الريث، العارضة، فيفا، هروب، الدرب، بيش، ضمد، صبيا، أبوعريش، أحد المسارحة، الطوال، وصامطة، كما أشار البيان إلى أن المناطق المفتوحة والأجزاء الساحلية، والطرق السريعة على وجه الخصوص، ستكون أكثر عرضة لتأثيرات هذه الحالة الجوية، ما يستوجب من السائقين والحركة المرورية توخي الحذر الشديد.
وقد أضاف المركز أن الحالة الجوية المتقلبة ستستمر، بمشيئة الله تعالى، حتى الساعة الثامنة مساءً من هذا اليوم، وسط تحذيرات واضحة من التجول أو التنقل في الأماكن المفتوحة أثناء ذروة العاصفة، لما قد تحمله من مخاطر عالية، كما دعا المركز إلى ضرورة متابعة التحديثات المستمرة لحالة الطقس عبر المنصات الرسمية، والاستماع إلى تعليمات الدفاع المدني والجهات المعنية، حفاظًا على سلامة الأرواح والممتلكات.
وتأتي هذه التحذيرات ضمن سلسلة من التنبيهات المتكررة التي أطلقها المركز خلال الأسابيع الماضية، في ظل التقلبات المناخية الحادة التي يشهدها جنوب المملكة، والتي باتت تزداد حدة وتواترًا خلال المواسم الانتقالية بين الفصول، وتنعكس هذه الحالة الجوية على الحياة اليومية في المنطقة، حيث يتوقع أن تتعطل حركة السير في بعض الطرق بسبب تجمع المياه، مع احتمالية تعليق الدراسة في بعض المدارس والمراكز التعليمية، لا سيما في المناطق الجبلية التي تتأثر بسرعة بالمياه المنحدرة من المرتفعات.
في السياق ذاته، تشهد المنطقة استعدادات مكثفة من قبل الجهات المعنية، حيث بدأت فرق الدفاع المدني وفرق الطوارئ البلدية في اتخاذ مواقعها وتجهيز معداتها تحسبًا لأي طارئ، وتم التأكيد على جاهزية مراكز الإيواء المؤقت لاستقبال المتضررين -لا قدر الله- في حال تفاقم الوضع، إلى جانب استعداد فرق الإنقاذ للتعامل مع أي بلاغات تتعلق بالسيول أو احتجاز مركبات في مجاري الأودية.
كما تُعد منطقة جازان من أكثر المناطق عرضة لمثل هذه الحالات المناخية بسبب تضاريسها المتنوعة التي تجمع بين السهل والجبل والساحل، ما يجعلها ميدانًا خصبًا لتفاعل العناصر الجوية المختلفة، خاصة في فترات النشاط المداري أو المواسم الممطرة، ويُضاف إلى ذلك قربها الجغرافي من البحر الأحمر، الذي يلعب دورًا في تغذية الحالة الجوية برطوبة عالية، تسهم في نشوء سحب ركامية ممطرة.
ومن المتوقع أن يتفاعل المواطنون والمقيمون في المنطقة مع هذه التحذيرات بدرجة عالية من المسؤولية، خاصة في ظل التجارب السابقة التي أثبتت أهمية التزام الإرشادات الرسمية لتجنب الحوادث أو الخسائر البشرية، ويبقى الوعي المجتمعي، إلى جانب الجهود الحكومية، العامل الحاسم في مواجهة هذه الظواهر الطبيعية وتقليل آثارها قدر الإمكان.
وفي ختام البيان، شدد المركز الوطني للأرصاد على أن الطقس سيبقى تحت المراقبة الدقيقة خلال الساعات القادمة، مع إمكانية إصدار تحديثات جديدة أو تنبيهات إضافية حسب تطورات الحالة، ما يستوجب البقاء على اتصال دائم بالقنوات الرسمية، وعدم الانسياق خلف الشائعات أو المعلومات غير المؤكدة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
