أثارت إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موجة جدل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو التقطته عدسات المارة أثناء لحظة مغادرتها أحد المواقع العامة برفقة زوجها جاريد كوشنر ومرافقها الشخصي، حيث بدت الواقعة المثيرة للجدل حين حاول أحد الأشخاص الاقتراب من إيفانكا بشكل مفاجئ أثناء سيرها نحو السيارة الخاصة بها، الأمر الذي استدعى تدخل الحارس الشخصي بشكل عنيف وسريع أسفر عن إسقاط الشخص أرضًا وسط ذهول من كان في المكان.
وقد تفاعل مستخدمو مواقع التواصل مع الفيديو بشكل واسع خلال ساعات قليلة من نشره، حيث انقسمت الآراء بين من رأى في تصرف الحارس الشخصي تصرفا مهنيا بحتا يستهدف حماية شخصية عامة من اقتراب محتمل قد يعد تهديدًا أمنيًا، وبين من اعتبر المشهد مبالغًا فيه وينم عن عنف غير مبرر خصوصًا أن الشخص الذي اقترب لم يُظهر في الفيديو أي سلوك عدواني واضح أو علامات على نيته الإيذاء، وهو ما فتح باب التكهنات حول طبيعة الشخص الذي أسقطه الحارس وإن كان مجرد معجب حاول التقاط صورة أو الحديث مع إيفانكا.
ويظهر في المقطع الذي لا تتجاوز مدته ثوانٍ معدودة أن الحادثة وقعت في لحظة سريعة وغير متوقعة، حيث كانت إيفانكا تمشي بثقة مرتدية ملابس أنيقة وبرفقتها زوجها جاريد الذي لم يبدو عليه أي رد فعل مباشر، بينما كان الحارس يسير بجانبهم في وضع تأهب، وفور اقتراب الشخص المجهول، قام الحارس بدفعه بقوة جعلته يسقط أرضًا بشكل أثار موجة من التعليقات على أسلوب تعامل أفراد الحماية مع المواقف المفاجئة في الأماكن العامة.
وتعود حساسية الموقف إلى المكانة العامة التي تحتلها إيفانكا ترامب، ليس فقط كونها ابنة رئيس أميركي بل لأنها شخصية بارزة في الحياة العامة الأميركية وتظهر من حين لآخر في مناسبات رسمية أو أحداث اجتماعية ذات طابع سياسي أو اقتصادي، كما أنها ما تزال محل اهتمام إعلامي وسياسي، خاصة في ظل التكهنات المتزايدة حول دور محتمل لها في الحملات الانتخابية أو المناصب المستقبلية ضمن الحزب الجمهوري، ما يجعل من أي ظهور علني لها مادة خصبة للنقاش والجدل العام.
وبالرغم من عدم صدور تعليق رسمي حتى الآن من إيفانكا ترامب أو فريقها الإعلامي حول تفاصيل الحادثة، فإن الفيديو أثار الكثير من التحليلات بشأن مدى نجاعة الإجراءات الأمنية الخاصة بحمايتها، كما تداول عدد من المغردين صورًا ومقاطع قديمة توثق تعاملات مشابهة لبعض أفراد الحماية حول العالم، ما أعاد النقاش حول حدود القوة التي يجوز لعناصر الأمن استخدامها في المواقف العامة، وخاصة في الولايات المتحدة التي تُولي أهمية قصوى لحماية الشخصيات العامة لكنها في الوقت ذاته تفرض رقابة قانونية وأخلاقية على استخدام القوة في الأماكن العامة
في المقابل رأى آخرون أن الحادثة تذكر بأهمية الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالشخصيات السياسية في العالم، وخاصة في ظل تزايد حوادث التهجم أو محاولات التعدي أو حتى المطاردة من قِبل أفراد مجهولين قد تكون نواياهم غير معلنة، وقد أشار البعض إلى أن سلوك الحارس يندرج ضمن البروتوكولات الأمنية المتعارف عليها والتي تتيح التصرف الحاسم لحماية الشخصيات المهمة حتى وإن كان التهديد الظاهر بسيطًا أو غير مسلح.
ولا تزال هوية الشخص الذي اقترب من إيفانكا غير معروفة، كما لم تؤكد أي جهة رسمية إن كان قد تم توقيفه أو استجوابه، في حين ذكرت بعض المصادر غير المؤكدة أن الرجل لم يُبدِ مقاومة وتمت مساعدته على النهوض بعد الحادثة دون وقوع إصابات خطيرة، فيما استمر موكب إيفانكا في طريقه دون توقف أو تعليق على ما حدث، ما أثار فضول المتابعين ووسائل الإعلام التي سارعت إلى تحليل تفاصيل الواقعة من زوايا مختلفة، أبرزها الجانب الأمني والجانب الإعلامي وحتى الجوانب المتعلقة بصورة إيفانكا العامة التي ما زالت تحافظ على مكانة رمزية ضمن المشهد السياسي الأميركي رغم مغادرتها الرسمية للحياة العامة منذ نهاية ولاية والدها.
وبين من رأى في الواقعة مبررًا أمنيًا مشروعًا ومن وصفها بأنها استعراض مفرط للقوة، يظل المقطع المتداول حديث الساعة في المنصات الإلكترونية، ويضيف فصلاً جديدًا إلى سلسلة الأحداث التي تُلاحق عائلة ترامب حتى بعد خروجها من البيت الأبيض، حيث لا تزال تحركاتهم تخضع للتدقيق الإعلامي والشعبي بشكل مكثف.