نتنياهو
أسباب أمنية أم أزمة دبلوماسية؟ نتنياهو يؤجل زيارته لأذربيجان
كتب بواسطة: سالي حسنين |

في خطوة مفاجئة، ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة كانت مرتقبة إلى أذربيجان، كانت ستجري الأسبوع المقبل، وذلك في وقت حساس تشهده المنطقة على الصعيدين الأمني والدبلوماسي، وبينما أرجع مكتبه القرار إلى "اعتبارات أمنية وتطورات ميدانية في غزة وسوريا"، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن سبب آخر أكثر دقة قد يكون وراء الإلغاء.

مصادر صحفية إسرائيلية تحدثت عن أن تركيا رفضت السماح لطائرة نتنياهو بعبور مجالها الجوي، وهو ما أربك جدول الزيارة التي كانت ستشمل لقاءات رفيعة المستوى مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة في مجالات الطاقة والأمن والتكنولوجيا.

وزارة الخارجية التركية سارعت إلى نفي هذه المزاعم، مؤكدة أنها لم تتلق أي طلب رسمي من إسرائيل للسماح بعبور الطائرة، لكن هذا النفي لم ينهِ الجدل، خاصة في ظل التوتر المتصاعد بين أنقرة وتل أبيب على خلفية المواقف من الحرب في غزة، وتجميد العلاقات الدبلوماسية مجددًا بعد أشهر من التقدم الحذر.

وكانت زيارة نتنياهو إلى باكو تمثل فرصة لإبراز التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل وأذربيجان، الذي تعزز خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية المشتركة، والتنسيق في ملفات إقليمية مرتبطة بإيران والقوقاز، ويُعتقد أن إسرائيل تعتمد على أذربيجان كموقع مهم في سياساتها الإقليمية.

في المقابل، يرى مراقبون أن إلغاء الزيارة في هذا التوقيت يوجه رسالة سياسية غير مباشرة إلى تركيا، ويعكس في الوقت ذاته ارتباكًا في السياسة الخارجية الإسرائيلية، وسط تصاعد الضغوط الدولية عليها جراء عملياتها العسكرية في غزة والتوتر مع حزب الله في الشمال.

اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها مسألة رفض أنقرة مرور طائرات مسؤولين إسرائيليين عبر أجوائها، حيث سبق أن وُجهت اتهامات مماثلة خلال تحركات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ما يشير إلى تحول الممرات الجوية إلى ورقة ضغط سياسية جديدة في المنطقة.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى الغموض قائمًا حول الموعد الجديد للزيارة، وإن كانت ستُستأنف أصلًا، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية في أكثر من جبهة، واتساع نطاق الانتقادات الدولية للسياسة الإسرائيلية، ما يُصعّب من قدرة نتنياهو على تنفيذ أجندته الدبلوماسية الخارجية.

وبينما تلتزم أذربيجان الصمت حيال أسباب الإلغاء، تؤكد مصادر دبلوماسية أن باكو لا تزال حريصة على الحفاظ على علاقاتها مع الطرفين – تركيا وإسرائيل – في توازن دقيق، يحفظ لها موقعها الاستراتيجي دون الانجرار إلى صراعات جانبية.

ويرى خبراء في الشأن الإقليمي أن ما حدث يُظهر مدى هشاشة التحالفات في المنطقة، حيث تتحكّم الحسابات السياسية في تفاصيل قد تبدو فنية، كعبور طائرة أو ترتيب لقاء، ويعتقد محللون أن تعثّر الزيارة سيؤثر على مشاريع استراتيجية بين إسرائيل وأذربيجان، خصوصًا في مجالات الطاقة والدفاع، ما لم تُعالَج الأزمة بهدوء دبلوماسي.

وفي الوقت ذاته، تُطرح تساؤلات حول قدرة الحكومة الإسرائيلية على الحفاظ على توازنها السياسي والدبلوماسي وسط ازدياد الضغوط الداخلية والدولية، ويبدو أن أجندة نتنياهو الخارجية بدأت تصطدم بعقبات غير تقليدية، تجعل من كل تحرك خارج الحدود محفوفًا بإشكاليات غير مضمونة النتائج.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار