في حدث رياضي بارز يعكس تطور كرة القدم السعودية وتنامي حضورها القاري، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اليوم السبت عن قائمة الفائزين بجوائز دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2024-2025، حيث جاءت نتائج الجوائز لتعكس التفوق السعودي من خلال الأداء اللافت الذي قدمه النادي الأهلي، المتوج حديثًا بلقبه القاري الأول.
وقد تم الإعلان عن الجوائز خلال حفل خاص أقيم في العاصمة القطرية الدوحة عقب إسدال الستار على المباراة النهائية، والتي شهدت فوز الأهلي على كاواساكي فرونتال الياباني بهدفين نظيفين.
وقد توج البرازيلي روبرتو فيرمينو، مهاجم الأهلي، بجائزة أفضل لاعب في البطولة بعد تألقه الكبير في الأدوار الحاسمة، حيث كان له الدور الأبرز في قيادة فريقه إلى منصة التتويج من خلال أهداف حاسمة وصناعة للفرص، أبرزها تمريرتي الحسم في النهائي.
ومن جانبه، نال الحارس السنغالي إدوارد ميندي جائزة أفضل حارس مرمى، بعد أن حافظ على نظافة شباكه في 9 مباريات من أصل 13، في أداء وصفه المراقبون بأنه استثنائي، أما جائزة الهداف فذهبت إلى قائد الهلال، سالم الدوسري، الذي أنهى البطولة برصيد 10 أهداف، رغم خروج فريقه من نصف النهائي.
وهذا التتويج التاريخي للنادي الأهلي جاء ثمرة عمل إداري وفني مدروس، إذ تمكن الفريق من اجتياز مجموعة صعبة ضمت فرقًا من كوريا الجنوبية وأوزبكستان وقطر، قبل أن يطيح بكل من السد القطري وتشونبوك الكوري في الأدوار الإقصائية.
وخاض الأهلي البطولة دون أن يتعرض لأي خسارة، ليصبح خامس فريق في تاريخ البطولة يحقق اللقب دون هزيمة، وقد علق المدرب الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للفريق، على هذا الإنجاز قائلًا إن العمل الجماعي والانضباط الفني كانا المفتاح الرئيسي لهذا النجاح، معبرًا عن فخره بروح اللاعبين وإصرارهم.
على الصعيد المالي، حصل الأهلي على جائزة مالية ضخمة بلغت 12 مليون دولار أمريكي، وهي الأكبر في تاريخ البطولة منذ انطلاق نسختها الجديدة بنظام النخبة، كما نال كاواساكي فرونتال، وصيف البطولة، مبلغ 6 ملايين دولار، فيما حصل كل من سالم الدوسري وفيرمينو وميندي على مكافآت فردية.
وهذه الحوافز المالية جاءت ضمن خطة الاتحاد الآسيوي لرفع القيمة التسويقية للبطولة وتشجيع الأندية على الاستثمار في تطوير لاعبيها وبنيتها التحتية بما يواكب المعايير العالمية.
ويُعد هذا التتويج نقطة تحول في تاريخ الأهلي، حيث فتح أمامه آفاق المشاركة في مسابقات دولية كبرى مثل كأس الإنتركونتيننتال للأندية 2025، ودوري أبطال آسيا للنخبة للموسم المقبل، بالإضافة إلى التأهل المباشر إلى كأس العالم للأندية 2029.
كما يعزز هذا الفوز موقع الكرة السعودية في الخارطة الكروية الآسيوية، في ظل سلسلة الإنجازات المتتالية للأندية السعودية خلال السنوات الأخيرة، والتي تعكس حجم الاستثمار الرياضي وتطور البنية الاحترافية، ما يجعل السعودية مرشحة بقوة للسيطرة على الساحة الآسيوية في الأعوام القادمة.