في تطور لافت في الساحة اليمنية، أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الأربعاء، رضوخها للمطالب الأمريكية بوقف استهداف السفن في البحر الأحمر، وذلك عقب سلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على مواقع استراتيجية تابعة للجماعة .
وجاء هذا الإعلان بعد أيام من تصعيد عسكري غير مسبوق، حيث استهدفت الغارات ميناء الحديدة، أحد أهم الموانئ اليمنية، مما أدى إلى تدميره وخروجه عن الخدمة، كما طالت الغارات الاسرائيلية اليوم مطار صنعاء الدولي، وتم تدمير عدد 3 طائرات مدنية في مطار صنعاء الذي تم تعطيله بالكامل، بالإضافة إلى مصانع إسمنت في باجل وعمران ومحطات كهرباء حيوية في العاصمة صنعاء .
وأفادت مصادر محلية بأن الغارات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم قيادات بارزة في جماعة الحوثي ما تزال الجماعة تتكتم عن مقتلهم، مما زاد من الضغوط على الجماعة، وقد تزامنت هذه العمليات مع تصريحات أمريكية تؤكد أن الهدف منها هو وقف التهديدات الحوثية للملاحة الدولية في البحر الأحمر .
وفي بيان مقتضب، أعلنت جماعة الحوثي أنها ستوقف استهداف السفن في البحر الأحمر، معتبرة ذلك "خطوة نحو التهدئة"، وقالت ان هذا جاء بوساطة عمانية، ويُعد هذا الإعلان تحولًا في موقف الجماعة، التي كانت قد تعهدت سابقًا بمواصلة هجماتها دعمًا للفلسطينيين في غزة .
ويرى مراقبون أن هذا التراجع يعكس تأثير الضغوط العسكرية المكثفة التي تعرضت لها الجماعة، والتي شملت استهداف بنيتها التحتية ومراكز قيادتها، كما يشير البعض إلى أن هذا التطور قد يمهد الطريق أمام جهود دبلوماسية جديدة تهدف إلى إنهاء الصراع في اليمن وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة قد اعلنت ان هدف ضرباتها الجوية هو اجبار الحوثيين على وقف استهداف السفن في البحر الأحمر.